للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هي التسعون قد عطفت قناتي ... ونفّرت الغواني عن وصالي

وفيها لو عرفت الحق شغل ... عن الأمر الذي أضحى اشتغالي

كأني بالنوادب قائلات ... وجسمي فوق أعناق الرجال

ألا سقيا لجسمك كيف يبلى ... وذكرك في المجالس غير بالي

وأنشد أيضا لنفسه [١] :

أنفق ولا تخش إقلالا فقد قسمت ... بين العباد مع الآجال أرزاق

لا ينفع البخل مع دنيا مولية ... ولا يضرّ مع الإقبال إنفاق

وأنشد أيضا لنفسه:

تعجبت إذ رأتني فوق مكسور ... من الحمير عقير الظهر مضرور

من بعد كلّ أمين الرّسغ معترض ... في السير تحسبه إحدى التصاوير

فقلت لا تعجبي منّي ومن زمن ... أنحى عليّ بتضييق وتقتير

بل فاعجبي من كلاب قد خدمتهم ... تسعين عاما بأشعاري وطنبوري

ولم يكن في تناهي حالهم بهم ... حرّ يعود على حالي بتغيير

وقيل لجحظة: كيف حالك؟ فقال: كما قال الشاعر [٢] :

أيّ شيء رأيت أعجب من ذا ... إن تفكرت ساعة في الزمان

كلّ شيء من السرور بوزن ... والبلايا تكال بالقفزان

وأنشد جحظة لنفسه:

الحمد الله ليس لي كاتب ... ولا على باب منزلي حاجب

ولا حمار إذا عزمت على ... ركوبه قيل جحظة راكب

ولا قميص يكون لي بدلا ... مخافة من قميصي الذاهب


[١] بخلاء الخطيب: ١٩١ وشرح المضنون به: ١١٣ ولسان الميزان ١: ١٤٦.
[٢] الوافي ٦: ٢٨٨ ومعاهد التنصيص ٢: ٢٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>