«تاريخ نيسابور» فقال: عيينة بن عبد الرحمن أبو المنهال اللغوي المهلبي صاحب العربية تلميذ الخليل بن أحمد مؤدب الأمير أبي العباس عبد الله بن طاهر بن الحسين، ورد معه نيسابور وتوفي بها، وروى عن داود بن أبي هند وسفيان بن عيينة وسعيد بن أبي عروبة ويحيى بن سليم «١» . ثم حدث بإسناد رفعه إلى المنهال أنه كان يقول: لا تتصدّ إلى تائق أو مائق. قال: قرأت بخط أبي عمر المستملي، سمعت أبا أحمد الفراء، سمعت عيينة المهلبي يقول، سمعت سعيد بن أبي عروبة يقول: ما وصّى الله الناس بشيء ما وصاهم بأوطانهم.
قال عيينة: جاء رجل إلى جعفر بن محمد الصادق وهو يصلي فقال: إني مسترشد قال: اجلس، فجلس فلما قضى صلاته جاء إليه فقال: إن أبانا مات وتركني وأخا لي وهجينا، فقال جعفر: الملك بينكم أثلاث، فقال الأعرابي: الله الذي لا إله إلا هو أمر بهذا [قال: نعم] قال: رضيت رضيت رضيت.
له كتاب في النوادر وكتاب في الشعر.
قال أبو العباس: كان أبو المنهال مع إسحاق بن إبراهيم الطاهري، وكان آنسا به يحادثه ويجالسه ويقرأ عليه، وكان السبب في ذلك أن أبا المنهال كان مع عبد الله بن طاهر بن الحسين بخراسان، وكان يقدمه، وأحسن إليه ووصله بمائة ألف درهم، وكنا نجلس إليه، وقرأت عليه شيئا كثيرا، ومما قرأته عليه كتاب الأنصار وكتاب الأزد، وكان ينزل إلى القنطرة عند منازل العاصميين في موضع يقال له دار المهالبة، وكان أحد من لقي الناس وسمع، وكان حسن المعرفة بالاسناد والأخبار والأيام، وعمل كتابا لاسحاق في القرآن، وكان ابن الأعرابي لا يأتي إسحاق ولا يلقاه وكان يستأذنه في الانصراف إلى أهله ووطنه يوجّه إليه في كل سنة بدرج فيه من سماعه الاشارات الحسنة واللغة الفصيحة فإذا قرأه إسحاق وقّع إلى كاتبه: ادفع إليه ثلاثمائة دينار، فكان على ذلك إلى أن مات.