للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأراك تخدم رابعا لتميته ... رفقا به فالشيخ شيخ صالح

يا خادم الوزراء انك عندهم ... سعد ولكن أنت سعد الذابح

وحدث جحظة قال: دخلت وأنا في بقايا علة على كاتب (قال ابن بشران:

على هارون بن غريب الخال) فقدم إلينا مضيرة عصبان فأمعنت فيها، فقال: جعلت فداك أنت عليل، وبدنك نحيل، والعصب ثقيل، واللبن يستحيل، فقلت له:

والعظيم الجليل، المفضل المنيل، لا تركت منها كثير ولا قليل، وحسبنا الله ونعم الوكيل. فغضب عليّ فضربني عشرين مقرعة فقلت [١] :

ولي صاحب لا قدّس الله روحه ... وكان من الخيرات غير قريب

أكلت عصيدا عنده في مضيرة ... فيا لك من يوم عليّ عصيب

قال: ودخلت إليه يوما آخر فقدم إليّ لوزينجا لها أيام وقد حمضت، فأخذت أمعن في أكلها، فقال لي: إن اللوزينج إذا كان بالجوز أسخن، وإذا كان باللوز ألحم، فقلت: نعم يا سيدي إذا كان لوزينجا وأما إذا كانت مصوصا فلا.

وحدث عبد الله بن المعتز قال: عربد ابن أبي العلاء على جحظة بحضرتي فأمرت بتنحية جحظة إلى أن رضي أحمد، فكتب إليّ جحظة:

أليس من العجائب أن مثلي ... يقام لأحمد بن أبي العلاء

ولي نفس أبت الا ارتفاعا ... فأضحت كالسماء على السماء

لقد غضب الزمان على أناس ... فأبلاهم بأولاد الزناء

في «تاريخ دمشق» قال جحظة سلمت على بعض الرؤساء وكان مبخلا، فلما أردت الانصراف قال لي: يا أبا الحسن أيش تقول في قطائف بائتة؟ ولم يكن له بذلك عادة، فقلت: ما آبى ذلك، فأحضر لي جاما فيه قطائف قد خمّت، فأوجعت فيها وصادفت مني مسغبة، وهو ينظر إليّ شزرا، فقال لي: يا أبا الحسن إن القطائف إذا كانت بجوز أتخمتك، وإذا كانت بلوز أبشمتك، قال فقلت: هذا إذا كانت قطائف،


[١] بخلاء الخطيب: ١٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>