للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشدني أيضا لنفسه:

جدّ الصبا في أباطيل الهوى لعب ... وراحة اللهو في حكم النهى تعب

وأقرب الناس من مجد يؤثله ... من أبعدته مرامي العزم والطلب

وقادها كظلام الليل حاملة ... أهلّة طلعت من بينها الشهب

منقضّة من سماء النقع في أفق ... شيطانه بغمام الدرع محتجب

واسودّ وجه الضحى مما أشار به ... وأشرق الأبيضان الوجه والنسب

في موقف يسلب الأرواح سالبها ... حيث المواضي قواض والقنا سلب

لا يرهب المرء ما لم تبد سطوته ... لولا السنان استوى الخطيّ والقصب

إن النهوض إلى العلياء مكرمة ... لها التذاذان مشهود ومرتقب

والملك صنفان: محصول وملتمس ... والمجد نوعان: موروث ومكتسب

والناس ضدان: مرزوق ومحترم ... تحت الخمول ومغصوب ومغتصب

والطاهر النفس لا ترضيه مرتبة ... في الأرض إلا إذا انحطت لها الرتب

والفضل كسب فمن يقعد به نسب ... ينهض به الأفضلان العلم والحسب

لله درّ المساعي ما استدرّ بها ... خلف السيادة إلا أمكن الحلب

وحبذا همة في العزم ما انتدبت ... لمبهم الخطب إلا زالت الحجب

وموطنا يستفاد العزّ منه كما ... أفادت العزّ من سلطانها حلب

ومنها:

مؤيد الرأي والرايات قد ألفت ... ذوائب القوم من راياتها العذب

إن نازلوه وقد حقّ النزال فمن ... أنصاره الخاذلان الجبن والرعب

أو كاتبوه فخيل من كتائبه ... تجيب لا المخبران الرسل والكتب

مغاور ينهب الأعمار ذابله ... في غارة الحرب والأموال تنتهب

في جحفل قابلوا شمس النهار على ... مثل البحار بمثل الموج يضطرب

حتى كأنّ شعاع الشمس بينهم ... فوق الدّروع على غدرانها لهب

<<  <  ج: ص:  >  >>