نرى الأقدار جارية بأمر ... يريب ذوي العقول بما يريب
فتنجح في مطالبها كلاب ... وأسد الغاب ضارية تخيب
وتقسم هذه الأرزاق فينا ... فما ندري أتخطىء أم تصيب
ونخضع راغمين لها اضطرارا ... وكيف يلاطم الإشفا لبيب
وله «١» :
وغادة لو رأتها الشمس ما طلعت ... والرئم أغضى وغصن البان لم يمس
عانقتها برداء الليل مشتملا ... حتى انتبهت ببرد الحلي في الغلس
فظلت أحميه خوفا أن ينبهها ... وأتقي أن أذيب العقد بالنفس
وله «٢» :
ومتّشح باللؤم جاذبني العلا ... فقدّمه يسر وأخّرني عسر
وطوقت أعناق المقادير ما أتى ... به الدهر حتى ذلّ للعجز الصدر
ولو نيلت الأرزاق بالفضل والحجى ... لما كان يرجو أن يثوب له وفر
فيا نفس صبرا إنّ للهمّ فرجة ... فما لك الا العزّ عندي أو القبر
ولي حسب يستوعب الأرض ذكره ... على العدم والأحساب يدفنها الفقر
وله أيضا وهو من جيد شعره «٣» :
وعليلة الألحاظ ترقد عن ... صبّ يصافح جفنه الأرق
وفؤاده كسوارها حرج ... ووساده كوشاحها قلق
عانقتها والشهب ناعسة ... والأفق بالظلماء منتطق
ولثمتها والليل من قصر ... قد كاد يلثم فجره الشفق
بمعانق «٤» ألف العفاف به ... كرم بأذيال التقى علق