الصيمري الشاعر أحد الأدباء الملحاء، خبيث اللسان هجّاء، هجاء أكثر شعراء زمانه وقدم بغداد؛ مات سنة خمس وسبعين ومائتين، وحمل إلى الكوفة فدفن بها. ونادم المتوكل وهو القائل يهجو أحمد بن المدبر «١» :
أسل الذي عطف الموا ... كب [بالأعنة] نحو بابك
وأراك نفسك مالكا ... ما لم يكن لك في حسابك
وأذلّ موقفي العزي ... ز على وقوفي في رحابك
أن لا يطيل تجرعي ... غصص المنية من حجابك
وهو القائل «٢» :
كم مريض قد عاش من بعد يأس ... بعد موت الطبيب والعوّاد
قد يصاد القطا فينجو سليما ... ويحلّ القضاء بالصيّاد
وذكره محمد بن إسحاق النديم في «الفهرست» فقال «٣» : محمد بن إسحاق أبو العنبس الصيمري من أهل الفكاهات، وأصله من الكوفة، وكان قاضي الصيمرة، وكان مع استعماله للهزل شريفا عارفا بالنجوم، وله فيه كتاب يمدحه المنجمون، وأدخله المتوكل في ندمائه وخصّ به، وله مع البحتريّ خبر معروف بين يدي المتوكل، وعاش إلى أيام المعتمد ودخل في ندمائه، وله يهجو طباخ المعتمد:
يا طيب أيامي بمعشوق ... ونحن في بعد من السوق
إذا طلبت الخبز من فارس ... ينفخ لي صالح بالبوق
وله من الكتب: كتاب تأخير المعرفة. كتاب العاشق والمعشوق. كتاب الرد على المنجمين. كتاب الطبلبنب. كتاب كرزابلا «٤» . كتاب طوال اللحى. كتاب الرد على المتطببين. كتاب عنقاء مغرب. كتاب الراحة ومنافع القيادة «٥» . كتاب فضائل