للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: نظرت فيه من أوله إلى آخره، وما أعلم على أديم الأرض أعلم من ابن جرير، ولقد ظلمته الحنابلة؛ قال: وكانت الحنابلة تمنع [منه] ولا تترك أحدا يسمع عليه.

وأنشد محمد بن جرير «١» :

إذا أعسرت لم أعلم رفيقي ... وأستغني فيستغني صديقي

حيائي حافظ لي ماء وجهي ... ورفقي في مطالبتي رفيقي

ولو أني سمحت ببذل وجهي ... لكنت إلى الغنى سهل الطريق

وأنشد أيضا «٢» :

خلقان لا أرضى طريقهما ... تيه الغنى ومذلّة الفقر

فإذا غنيت فلا تكن بطرا ... وإذا افتقرت فته على الدهر

وحدث فيما أسنده إلى محمد بن جرير قال: كتب إليّ أحمد بن عيسى العلوي من بلد «٣» :

ألا إنّ إخوان الثقات قليل ... فهل لي الى ذاك القليل سبيل

سل الناس تعرف غثّهم من سمينهم ... فكلّ عليه شاهد ودليل

قال أبو جعفر فأجبته:

يسيء أميري الظنّ في جهد جاهد ... فهل لي بحسن الظنّ منه سبيل

تأمل أميري ما ظننت وقلته ... فإن جميل القول منك جميل

هذا آخر ما نقلته من تاريخ أبي بكر.

وحدث عبد الله بن أحمد بن جعفر الفرغاني في كتابه المعروف «كتاب الصلة» وهو كتاب وصل به تاريخ ابن جرير: أن قوما من تلاميذ ابن جرير حصلوا أيام حياته منذ بلغ الحلم الى أن توفي وهو ابن ست وثمانين، ثم قسموا عليها أوراق مصنفاته، فصار منها على كل يوم أربع عشرة ورقة، وهذا شيء لا يتهيأ لمخلوق إلا بحسن عناية الخالق. وفرغ من تصنيف كتاب التاريخ ومن عرضه عليه في يوم الأربعاء لثلاث بقين

<<  <  ج: ص:  >  >>