للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دريد صنف «كتاب الجمهرة» للأمير أبي العباس إسماعيل بن عبد الله بن ميكال أيام مقامه بفارس، فأملاه عليه إملاء ثم قال: حدثني أبو العباس الميكالي قال: أملى عليّ أبو بكر الدريدي «كتاب الجمهرة» من أوله إلى آخره حفظا في سنة سبع وتسعين ومائتين فما رأيته استعان عليه بالنظر في شيء من الكتب إلا في باب الهمزة واللفيف فإنه طالع له بعض الكتب. قال: وكفاك بها فضيلة وعجيبة أن يتمكن الرجل من علمه كل التمكن ثم لا يسلم مع ذلك من الألسن حتى قيل فيه:

ابن دريد بقره ... وفيه عيّ وشره

ويدّعي من حمقه ... وضع كتاب الجمهره

وهو كتاب العين إ ... لا أنه قد غيره

وقد ذكرت هذه الحال في أخبار أبي العباس اسماعيل بن عبد الله «١» بأبسط من هذا.

وكتب ابن دريد إلى علي بن عيسى بن داود الجراح الوزير «٢» :

أبا حسن والمرء يخلق صورة ... تخبّر عما ضمّنته الغرائز

إذا كنت لا ترجى لنفع معجّل ... وأمرك بين الشرق والغرب جائز

ولم تك يوم الحشر فينا مشفّعا ... فرأي الذي يرجوك للنفع عاجز

عليّ بن عيسى خير يوميك أن ترى ... وفضلك مأمول ووعدك ناجز

وإني لأخشى بعد هذا بأن ترى ... وبين الذي تهوى وبينك حاجز

قرأت بخط أبي سعد السمعاني من «المذيل» باسناد أن ابن دريد قال «٣» :

ودّعته حين لا تودّعه ... روحي ولكنها تسير معه

ثم افترقنا وفي القلوب لنا ... ضيق مكان وفي الدموع سعه

قال أبو هلال، أخبرنا أبو أحمد قال: كنا في مجلس ابن دريد وكان يتضجر ممن يخطىء في قراءته، فحضر غلام وضيء فجعل يقرأ ويكثر الخطأ، وابن دريد

<<  <  ج: ص:  >  >>