للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسقيت فأرويت، فعلى القيعان ومنابت الشجر، وحيث النفع لا الضرر. فاستحسنت ذلك منه. وقال ابن دريد في النرجس «١» :

عيون ما يلمّ بها رقاد ... ولا يمحو محاسنها السهاد

إذا ما الليل صافحها استهلّت ... وتضحك حين ينحسر السواد

لها حدق من الذهب المصفّى ... صياغة من يدين له العباد

وأجفان من الدرّ استفادت ... ضياء مثله لا يستفاد

على قصب الزّبرجد في ذراها ... لأعين من يلاحظها مراد

قرأت في «كتاب التحبير» «٢» وهو ما أخبرنا به الشريف افتخار الدين أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي إذنا، قال أبو سعد السمعاني إجازة إن لم يكن سماعا، قال: سمعت الأمير أبا نصر أحمد بن الحسين بن أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن الميكالي يقول: تذاكرنا المتنزهات يوما وابن دريد حاضر، فقال بعضهم: أنزه الأماكن غوطة دمشق، وقال آخرون: بل نهر الأبلّة، وقال آخرون: بل سغد سمرقند، وقال بعضهم: نهروان بغداد، وقال بعضهم: شعب بوّان بأرض فارس، وقال بعضهم: نوبهار بلخ. فقال: هذه متنزهات العيون فأين أنتم عن متنزهات القلوب. قلنا وما هي يا أبا بكر؟ قال «عيون الأخبار» للقتيبي و «الزهرة» لابن داود و «قلق المشتاق» لابن أبي طاهر، ثم أنشأ يقول «٣» :

ومن تك نزهته قينة ... وكأس تحثّ وكأس تصب

فنزهتنا واستراحتنا ... تلاقي العيون ودرس الكتب

وقرأت في التاريخ الذي ألفه أبو محمد عبد الله بن أبي القاسم عبد المجيد بن شيران الأهوازي قال: وفي سنة أربع وعشرين وثلاثمائة مات أبو أحمد حجر بن أحمد الجويمي «٤» ، وكان من أهل الفضل بجويم ونواحي فارس، وقد خلف القراء بها

<<  <  ج: ص:  >  >>