ومنه:
ملك إذا استبقت الأيام باقية ... ممن أبادته أو جادت بمعتقب
طوى الجناح على كسر به حسدا ... كسرى وعاد أبا كرب أبو كرب
ومنه:
بنفسي وقلّت ظعنهم مستقلة ... وللقلب إثر الواخدات بهم وخد
يحفّ سنا الأقمار فيهم سنا الظبا ... وشهد اللمى الماذيّ ماذية حصد
فمن غرب ثغر دونه غرب مرهف ... ومن ورد خدّ دونه أسد ورد
وذكر الحميدي أنه رآه بعد الأربعين بدانية، وأورد له من شعره:
أمدنف نفس ذو هوى أم جليدها ... غداة غدت في حلبة البين غيدها
وقد كنفت منهنّ أكناف منعج ... عباديد سادات الرّجال عبيدها
تبادرن أستار القباب كما بدت ... بدور ولكنّ البروج عقودها
تخدّ بألحاظ العيون خدودها ... وترهب أن تنقدّ لينا قدودها
فيا لدماء الأسد تسفكها الدّمى ... وللصّيد من عفر الظباء تصيدها
وفوق الحشايا كلّ مرهفة الحشا ... حشت كبدي نارا بطيئا خمودها
تحلّ لوى خبت وقلبي محلّها ... وتخلبني غدرا وقلبي وحيدها
لئن زعموا أنّى سلوت لقد بدت ... دلائل من شكواي عدل شهودها
نحول كرقراق السحاب وعبرة ... كما انهملت غرّ السحاب وسودها
تغيض ولوعات الفراق تمدّها ... وتنقص والشّجو الأليم يزيدها
لتفدك أكباد ظماء أجفّها ... هواك وأجفان جفاها هجودها
ومهجة صبّ لم تزل صبة بها ... يد الوجد حتّى عاد عدما وجودها
ضنا جسدي إن كان يرضيك برؤه ... وإتلاف نفسي في هواك خلودها
ولولا الهوى لم ترض نفس نفيسة ... هوانا ولكن حبّ نفس قؤودها