أسفت وقد نفت عنّي الليالي ... جديدا من شباب مستعار
وكان يقيم عذري في زمان ال ... صبا لون الشبيبة في عذاري
ولم أكره بياض الشيب الا ... لأن العيب يظهر في النهار
وقال أيضا «١» :
سقاك سار من الوسميّ هتّان ... ولا رقت للغوادي فيك أجفان
يا دار لهوي وأطرابي ومعهد أت ... رابي وللهو أوطار وأوطان
أعائد لي ماض من جديد هوى ... أبليته وشباب فيك فينان
إذ الرقيب لنا عين مساعدة ... والكاشحون لنا في الحبّ أعوان
وإذ جميلة توليني الجميل وعن ... د الغانيات وراء الحسن إحسان
ولي إلى البان من رمل الحمى طرب ... فاليوم لا الرمل يصبيني ولا البان
وما عسى يدرك المشتاق من وطر ... إذا بكى الربع والأحباب قد بانوا
إن المغاني معان والمنازل أم ... وات إذا لم يكن فيهنّ سكان
لله كم قمرت لبي بجوك أق ... مار وكم غازلتني فيك غزلان
وليلة بات يجلو الراح من يده ... فيها أغنّ خفيف الروح جذلان
خال من الهمّ في خلخاله حرج ... فقلبه فارغ والقلب ملآن
يذكي الجوى بارد من ريقه شبم ... ويوقد الظرف طرف منه وسنان
ان يمس ريان من ماء الشباب فلي ... قلب إلى ريقه المعسول ظمآن
بين السيوف وعينيه مشاركة ... من أجلها قيل للأغماد أجفان
فكيف أصحو غراما أو أفيق جوى ... وقدّه ثمل بالتيه نشوان
أفديه من غادر بالعهد غادرني ... صدوده ودموعي فيه غدران
في خدّه وثناياه ومقلته ... وفي عذاريه للعشّاق بستان
شقائق وأقاح نبته خضل ... ونرجس أنا منه الدهر سكران