وقال أبو الحسن ثابت بن قرة الطبيب: كنت أدخل إليه السجن فيشكو إلي فأعزيه وأقول: هذا انتهاء المكروه وخاتمة القطوع، فينشدني:
إذا ما مات بعضك فابك بعضا ... فإن البعض من بعض قريب
ومن شعره في يده:
ما سئمت الحياة لكن توثّق ... ت بأيمانهم فبانت يميني
بعت ديني لهم بدنياي حتى ... حرموني دنياهم بعد ديني
ولقد حطت ما استطعت بجهدي ... حفظ أرواحهم فما حفظوني
ليس بعد اليمين لذّة عيش ... يا حياتي بانت يميني فبيني
ومن شعره:
وإذا رأيت فتى بأعلى رتبة ... في شامخ من عزّه المتمنّع
قالت لي النفس العروف بقدرها ... ما كان أولاني بهذا الموضع
ومن شعره:
لست ذا ذلّة إذا عضّني الده ... ر ولا شامخا إذا واتاني
انا نار في مرتقى نفس الحا ... سد ماء جار مع الإخوان
وابن مقلة هذا أول من نقل هذه الطريقة من خطّ الكوفيين إلى هذه الصورة.
وممن مدحه من الشعراء ابن الرومي الشاعر وله فيه القصيدة التي منها:
كذا قضى الله للأقلام مذ بريت ... انّ السيوف لها مذ أرهفت خدم
وفيه قال الشاعر:
وقالوا العزل للوزراء حيض ... لحاه الله من حيض بغيض
ولكنّ الوزير أبا عليّ ... من اللائي يئسن من المحيض
ومن العجائب ان الوزير ابن مقلة تقلّد الوزارة ثلاث مرات وسافر في عمره ثلاث مرات واحدة إلى الموصل واثنتين في النفي إلى شيراز ودفن بعد موته ثلاث مرات في ثلاثة مواضع. ومن شعره:
أحببت شكوى العين من أجلها ... لأنّها تستر وجدي بها