عقيب كلام عاتب أهل البلد فيه:
المرء ما دام حيّا يستهان به ... ويعظم الرزء فيه حين يفتقد
ومن شعر الإمام فخر الدين:
فلو قنعت نفسي بميسور بلغة ... لما سبقت في المكرمات رجالها
ولو كانت الدنيا مناسبة لها ... لما استحقرت نقصانها وكمالها
ولا ارمق الدنيا بعين كرامة ... ولا اتوقّى سوءها واختلالها
وذاك لأني عارف بفنائها ... ومستيقن ترحالها وانحلالها
أروم أمورا يصغر الدهر عندها ... وتستعظم الأفلاك طرّا وصالها
ومنه:
أرواحنا ليس ندري أين مذهبها ... وفي التراب توارى هذه الجثث
كون يرى وفساد جاء يتبعه ... والله يعلم ما في خلقه عبث
ومنه:
نهاية إقدام العقول عقال ... وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا ... وحاصل دنيانا ردى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول دهرنا ... سوى ان جمعنا فيه قلت وقالوا
وكم قد رأينا من رجال ودولة ... فبادوا جميعا مسرعين وزالوا
وكم من جبال قد علت شرفاتها ... وعال فزالت والجبال جبال
وله قصيدة نونية طويلة سمّاها «الهادية للتقليد المؤدّية إلى التوحيد» أولها:
يا طالب التوحيد والإيمان ... أبشر بكلّ كرامة وأمان
واعلم بأنّ أجلّ أبواب الهدى ... تقرير دين الله بالبرهان
ورجمه الكرّامية يوما على المنبر وزرّقوا عليه من سقاه السمّ والله أعلم فمات من ذلك.