أطلب مسألة قد خفيت عليّ فاشتغل قلبي بالجارية فقلت للخادم: خذها وامض بها إلى النخاس فليس يبلغ قدرها ان يشغل قلبي عن علمي، فأخذها الغلام فقالت:
دعني حتى أكلمه، فقالت لي: انت رجل لك محلّ وعقل، فإذا أخرجتني ولم تبين ذنبي لم آمن أن يظن الناس بي ظنا قبيحا فعرفنيه قبل أن تخرجني، فقلت: مالك عندي ذنب غير أنك شغلتني عن علمي، فقالت: هذا سهل عندي، قال: فبلغ الراضي ما كان من أمري فقال: لا ينبغي أن يكون العلم في قلب أحد أحلى منه في قلب هذا الرجل.
ولا بن الانباري شعر لطيف فمن ذلك قوله:
إذا زيد شرا زاد صبرا كأنما ... هو المسك ما بين الصّلاية والفهر
فانّ فتيت المسك يزداد طيبه ... على السّحق والحرّ اصطبارا على الضرّ
ومن أماليه:
فهلا منعتم إذ منعتم كلامها ... خيالا يوافيني على النأي هاديا
سقى الله أطلالا بأكثبة الحمى ... وإن كنّ قد أبدين للناس ما بيا
منازل لو مرّت بهنّ جنازتي ... لقال الصدى يا صاحبيّ انزلا بيا
وأملى أيضا:
وبالهضبة البيضاء إن زرت أهلها ... مها مهملات ما عليهنّ سائس
خرجن لخوف الريب من غير ريبة ... عفائف باغي اللهو منهنّ آيس
ولأبي بكر ابن الأنباري من التصانيف: غريب الحديث قيل انه خمس وأربعون ألف ورقة أملاه من حفظه. ومما أملاه أيضا من مصنفاته كتاب الهاءات نحو ألف ورقة. وشرح الكافي نحو ألف ورقة. وكتاب الأضداد وما ألف في الاضداد أكبر منه «١» . وكتاب المذكر والمؤنث ما صنف أحد أتمّ منه «٢» . ورسالة المشكل ردّ فيها على ابن قتيبة وأبي حاتم السجستاني. وكتاب المشكل في معاني القرآن بلغ فيه إلى طه