فدخل قرطبة في رجب من السنة في أيام المظفر بن أبي زيد «١» ، ونزل في مسجد النخيلة بالرواقين عند باب العطارين، ثم نقله ابن ذكوان القاضي إلى المسجد الجامع، فجلس فيه للاقراء ونشر علمه، فعلا ذكره ورحل إليه، فلما انصرمت دولة آل عامر نقله محمد بن هشام المهديّ إلى المسجد الخارج بقرطبة فأقرأ عليه، وقلده أبو الحزم «٢» ابن جهور الصلاة والخطبة بالمسجد الجامع، فأقام على ذلك إلى أن مات.
وروى عنه جماعة من الأئمة كأبي عبد الله ابن عتاب وأبي الوليد الباجي وغيرهما.
توفي بقرطبة يوم السبت لليلتين خلتا من المحرم سنة سبع وثلاثين وأربعمائة وقد أناف على الثمانين، وصلى عليه ولده أبو طالب محمد، ودفن ضحوة يوم الأحد بالربض.
وله تصانيف كثيرة: أشهرها الهداية إلى بلوغ النهاية في التفسير. وله الهداية في الفقه. والبيان عن وجوه القراءات السبع «٣» ، ألفه في أواخر عمره سنة أربع وعشرين وأربعمائة. ومنتخب الحجة في القراءات لأبي علي الفارسي، ثلاثون جزءا. وكتاب الاختلاف في عدد الأعشار. والرسالة إلى أصحاب الانطاكي في تصحيح المدّ لورش، ثلاثة أجزاء. تفسير القرآن، خمسة عشر مجلدا. اختصار أحكام القرآن، أربعة أجزاء. التبصرة في القراءات «٤» ، خمسة أجزاء. الايجاز في ناسخ القرآن ومنسوخه. الإيضاح في الناسخ والمنسوخ «٥» أيضا، ثلاثة أجزاء. التذكرة في اختلاف القراء. الإبانة عن معاني القراءة «٦» . الموجز في