للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول: أخذ عبد الملك بن مروان رجلا كان يرى رأي الخوارج، رأي شبيب، فقال له: ألست القائل:

ومنا سويد والبطين وقعنب ... ومنا أمير المؤمنين شبيب

قال: إنما قلت أمير المؤمنين أي يا أمير المؤمنين، فأمر بتخلية سبيله.

قال التاريخي: حدثنا أبو بكر الدولابي حدثنا أبو مسهر قال: سألت سعيد بن عبد العزيز التنوخي عن حديث إذا سمعته ملحونا فقال: اللحن يفسد الحديث، وذلك أنه يغيّر معناه، ولم يلف أحد من العلماء إلا مقوّم اللسان.

قال [١] : وقد كان عمر بن عبد العزيز أشدّ الناس في اللحن على ولده وخاصته ورعيته وربما أدّب عليه.

قال وقال نافع مولى ابن عمر [٢] : كان ابن عمر يضرب ولده على اللحن كما يضربهم على تعليم القرآن.

وحدث في ما أسنده إلى شريك عن جابر قال: قلت للشعبي أسمع الحديث بغير إعراب فأعربه؟ قال: نعم لا بأس به.

قال: قال حماد بن سلمة [٣] : مثل الذي يكتب الحديث ولا يعرف النحو مثل الحمار عليه مخلاة ولا شعير فيها.

وروي عن الشعبي أنه قال: لأن أقرأ وأسقط أحبّ إلي من أن أقرأ وألحن.

وقال محمد بن الليث [٤] : النحو في الأدب كالملح في الطعام فكما لا يطيب الطعام إلا بالملح لا يصلح الأدب إلّا بالنحو.

وروي عن عبد الله بن المبارك أنه قال: تعلموا العلم شهرا والأدب شهرين.

وقال رجل لبنيه: يا بني أصلحوا من ألسنتكم فإن الرجل تنوبه النائبة يحتاج أن يتجمل فيها فيستعير من أخيه دابة ومن صديقه ثوبا ولا يجد من يعيره لسانا.


[١] نور القبس: ٣.
[٢] يروى هذا عن عمر نفسه رضي الله عنه.
[٣] التذكرة الحمدونية ٢: ١٦٢ وروضة العقلاء: ٢٢٣.
[٤] قارن بعيون الأخبار ٢: ١٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>