٣- الصدق في النقل والرواية دون تغيير أو إيجاز مخلّ وهذا يعني أنه غير ملوم إذا نقل أحيانا ما لا يقبله العقل، شرط أن ينوه بذلك.
٤- الاعتماد على الثقة في ناقل الرواية، ومبلغ تحرّيه في النقل، فهو يقبل حكاية رواها السمعاني ثم يقول: وهذه حكاية على ما يرى من الاستحالة، وقد أوردتها أنا لثقة موردها وتحرّيه في الرواية، فإن صحّت فقد فزت بحظ من العجب، وإلا فاجعلها كالسمر تستمتع به «١» .
٥- محاولة التبرؤ من مسؤولية الخطأ باللجوء إلى الحديث عن فقدان العصمة لدى البشر، وطلب العذر عن الخطأ، فالكمال محال لغير ذي الجلال، والنسيان في الإنسان غير معدوم، وليقس القارىء قلة الخطأ إلى كثرة الصواب فإنه حينئذ يدرك أن الناحية الايجابية هي الغالبة.
٦- إيمانه بأن العالم الإسلامي وحدة كبيرة، وأنه مسؤول عن الترجمة لمشاهير أدباء ذلك العالم وشعرائه، ورسم صورة لبلدانه وقراه وبحاره وأنهاره، كذلك فعل في معجم الأدباء وكذلك كان منهجه في معجم البلدان «ولم أقصد أدباء قطر، ولا علماء مصر، ولا إقليم معين، ولا بلد مبين، بل جمعت البصريين والكوفيين والبغداديين والخراسانيين، والحجازيين واليمنيين والمصريين والشاميين والمغربيين وغيرهم»«٢» .
٧- التنويع في مادة الكتاب بين الحكمة والخبر والشعر والنثر والهزل والجد.
٨- إنكار الاختصار بعد أن يكتمل الكتاب حسبما رسمه مؤلفه، لأن الاختصار يدل على تخلف الهمم لدى طلاب العلم، وفيه تشويه للكتاب الأصلي «ثم اعلم أن المختصر لكتاب كمن أقدم على خلق سويّ فقطع أطرافه»«٣» .
وعلى الرغم من جنوح ياقوت إلى التواضع وهو يقوم بالتأليف فإنه كان يشعر بالزهو البالغ حين يكتمل الكتاب ويتأمل مبلغ ما بذله فيه من جهد، وما أحرزه فيه من