وقبل أن يأخذ ياقوت في ذكر الأماكن مرتبة على حروف الهجاء كتب لمعجمه مقدمة تتناول خمسة موضوعات:
(١) في صفة الأرض وما فيها من الجبال والبحار وغيرها وقد تضمن هذا الباب ما قاله المتقدمون في هيئة الأرض وفيه نقل عن العلماء قبل العهود الإسلامية وعن الخوارزمي والبيروني ومحاولة لعرض الآراء في شكل الأرض ومساحتها.
(٢) في ذكر الأقاليم السبعة وما يتعلق بها ويضاف إلى ذلك ذكر البروج الاثني عشر، وما يتبع كل برج من البلدان.
(٣) في المصطلحات التي يتكرر ذكرها في الكتاب كالبريد والفرسخ والإقليم والكورة، ومصطلحات الأرض المفتوحة وأنواع الضرائب.
(٤) في أحكام أراضي الفيء والغنيمة حسب أقوال الفقهاء.
(٥) في جمل من أخبار البلدان.
ومع أن المؤلف رفض مرارا مطلب من سألوه أن يضع ملخصا لكتابه، لايمانه بسوء ما يجره التلخيص على المشروع الأصليّ واكتماله واحتوائه للعناصر المختلفة، فإن صفي الدين الأرموي (٧٣٩/١٣٣٨) قد اختصر معجم البلدان في كتاب سمّاه «مراصد الاطلاع» وفائدته محدودة بوجود الأصل.
وإذا نحن قارنّا بين معجم البلدان ومعجم ما استعجم للبكري وجدنا فروقا كبيرة وفروقا جزئية، فأما الفروق الكبيرة فترجع إلى شمولية معجم ياقوت ومحدودية معجم ما استعجم، فإن تعدد المواد والمداخل لدى ياقوت أضعاف ما عند البكري، وهذا بدوره يحتمل التفصيلات الكثيرة لدى ياقوت فأما في ذكر المواقع الواردة في الشعر والحديث والتواريخ (وهي مدار معجم ما استعجم) فإنها أحيانا تكون عند البكري أحفل بالمادة، وبالإشارات الشعرية مما هي عند ياقوت، كما أنّ هناك أسماء أوردها البكري ولكنها غير موجودة عند ياقوت، مع أنّ المفترض أن يشترك المعجمان في هذا النوع من الأسماء.