للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنهم أبو المجد محمد بن عبد الله أخو أبي العلاء، وكان أسنّ من أبي العلاء، وله أيضا شعر في الزهد [١] :

كرم المهيمن منتهى أملي ... لا نيّتي أرجو ولا عملي

يا مفضلا جلّت فواضله ... عن بغيتي حتى انقضى أجلي

كم قد أفضت عليّ من نعم ... كم قد سترت عليّ من زلل

إن لم يكن لي ما ألوذ به ... يوم الحساب فإن عفوك لي

ومنهم عبد الواحد أبو الهيثم أخو أبي العلاء القائل في الشمعة [٢] :

وذات لون كلوني في تغيره ... وأدمع كدموعي في تحدرها

سهرت ليلي وباتت بي مسهّدة ... كأن ناظرها في قلب مسهرها

وله أيضا:

قالوا تراه سلا لأن جفونه ... ضنّت عشية بيننا بدموعها

ومن العجائب أن تفيض مدامع ... نار الغرام تشبّ في ينبوعها

هؤلاء من حضرني ممن كان قبل أبي العلاء وفي زمانه، وقد تأخر عن زمانه من أهله من كان عالما فاضلا، وأنا ذاكرهم هاهنا ليجيئوا على نسق واحد:

فمنهم القاضي أبو المجد محمد بن عبد الله [بن] محمد أبي المجد- وأبو المجد الثاني هو أخو أبي العلاء- وذكره العماد في «الخريدة» فقال [٣] : ذكر لي [ابن] ابنه القاضي أبو اليسر الكاتب أنه كان فاضلا أديبا فقيها على مذهب الشافعي، أريبا مفتيا خطيبا، أدرك عم أبيه أبا العلاء وروى عنه مصنفاته وأشعاره، وولي القضاء بالمعرة إلى أن دخلها الفرنج خذلهم الله في سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة فانتقل إلى شيزر وأقام بها مدة، ثم انتقل إلى حماة فأقام بها إلى أن مات في محرم سنة ثلاث وعشرين


[١] الابيات في الخريدة ٢: ٦.
[٢] هذه القطعة والتي تليها في الخريدة ٢: ٦.
[٣] الخريدة ٢: ٨ وانظر ترجمته في الانصاف والتحري (التعريف: ٥٠١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>