يرى مآخير ما يبدو أوائله ... حتى كأنّ عليه الوحي قد نزلا
ركن من العلم لا يهفو لمحفظة ... ولا يحيد وإن أبرمته جدلا
إذا مضى العزم لم ينكث عزيمته ... ريب ولا خيف منه نقض ما قبلا
بل يخرج الحيّة الصمّاء مطرقة ... من جحرها ويحطّ الأعصم الوعلا
وله فيه:
اذا ما جنى الجاني عليه جناية ... غفا كرما عن ذنبه لا تكرّما
ويوسعه رفقا يكاد لبسطه ... يودّ بريء القوم لو كان مجرما
وله يهجو زامرا اسمه حمدان:
حذار يا قوم من حمدان وانتبهوا ... حذار يا سادتي من زامر زاني
فما يبالي إذا ما دبّ مغتلما ... بدا بصاحب دار أو بضيفان
يلهي الرجال بمزمار فإن سكروا ... ألهى النساء بمزمار له ثاني
ومن شعره:
حكم الغناء تسمّع ومدام ... ما للغناء مع الحديث نظام
لو أنني قاض قضيت قضية ... إنّ الحديث مع الغناء حرام
قال حمزة: وله وأنشدنيها في سنة عشر وثلاثمائة، وله ثمان وتسعون سنة:
دنيا مغبّة من أثرى بها عدم ... ولذة تنقضي من بعدها ندم
وفي المنون لأهل اللبّ معتبر ... وفي تزوّدهم منها التقى غنم
والمرء يسعى لفضل الرزق مجتهدا ... وما له غير ما قد خطّه القلم
كم خاشع في عيون الناس منظره ... والله يعلم منه غير ما علموا
قال: وقال بعد أن أتت عليه مائة:
حنى الدهر من بعد استقامته ظهري ... وأفضى إلى ضحضاح عيشته عمري
ودبّ البلى في كلّ عضو ومفصل ... ومن ذا الذي يبقى سليما على الدهر