للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: فغضب المأمون وقال: أنا في وجه عدو [١] وأحضّ الناس على الغزو وأنت تذكرهم نزه [٢] بغداد؟! قلت: الشيء بتمامه، ثم قلت:

فصحوت بالمأمون من سكري ... ورأيت خير الأمر ما اختارا

ورأيت طاعته مؤدية ... للفرض إعلاناو إسرارا

فخلعت ثوب الهزل من عنقي ... ورضيت دار الخلد لي دارا

وظللت معتصما بطاعته ... وجواره وكفى به جارا

إن حلّ أرضا فهي لي وطن ... وأسير عنها حيثما سارا

فقال له يحيى بن أكثم: ما أحسن ما قال يا أمير المؤمنين، أخبر أنه كان في سكر وخسار، فترك ذلك وارعوى وآثر طاعة خليفته، وعلم أنّ الرشد فيها فسكن وأمسك.

ولأحمد بن اليزيدي هذا بيت جمع فيه حروف المعجم كلها وهو:

ولقد شجتني طفلة برزت ضحى ... كالشمس خثماء العظام بذي الغضا

وذكره أبو بكر الزبيدي فقال [٣] : هو أمثل أهل بيته في العلم، وهو القائل يهجو غلاما [٤] :

[نفسي تحدثني بأنك غادر ... وهواي فيك على ذنوبك ساتر

تعد الوفاء وأنت تظهر غيره ... ولقد يدلّ على الضمير الظاهر

لك مقلة طماحة مقسومة ... بين الجميع كما يدور الدائر

لو زار بيتك كل يوم عسكر ... أرضاهم لحظ بعينك فاتر

ومن البلاء بأن وجهك [٥] فاتن ... للعالمين وأن طرفك ساحر

وإذا برزت فكل قلب طائر ... شوقا إليك وكل طرف ناظر


[١] بغية الطلب: غزو.
[٢] بغية الطلب: نزهة.
[٣] لم يرد هذا في ترجمته في طبقات الزبيدي.
[٤] بعد هذا بياض في م؛ وقد أضفت الأبيات من طبقات الزبيدي.
[٥] م والزبيدي: عينك.

<<  <  ج: ص:  >  >>