ولأحمد ابن أبي بكر الكاتب يهجو أبا عبد الله الجيهاني:
أيا ربّ فرعون لما طغى ... وتاه وأبطره ما ملك
لطفت وأنت اللطيف الخبير ... فأقحمته اليمّ حتى هلك
فما بال هذا الذي لا أراه ... يسلك إلا الذي قد سلك
مصونا على نائبات الدهور ... يدور بما يشتهيه الفلك
ألست على أخذه قادرا ... فخذه وقد خلص الملك لك
فقد قرب الأمر من أن يقال ... ذا الأمر بينهما مشترك
والا فلم صار يملى له ... وقد لجّ في غيّه وانهمك
ولن يصفو الملك ما دام فيه ... شريك وإن شك [....]
ذكر هذه الأبيات أبو الحسن محمد بن سليمان بن محمد في «كتاب مزيد [١] التاريخ في أخبار خراسان» .
وقال فيه بعضهم يهجوه قال، وأظنه اللحام:
لا لسان لا رواء ... لا بيان لا عباره
لا ولا ردّ سلام ... منك إلا بالاشاره
أنا أهواك ولكن ... أين آثار الوزاره
قال: ثم مات السديد منصور بن نوح، وقام مقامه الرضى أبو القاسم نوح بن منصور، والجيهاني على وزارته، ثم صرفت عنه الوزارة في شهر ربيع الأخر سنة سبع وستين وثلاثمائة، ووليها أبو الحسين عبد الله بن أحمد العتبي.
[١] م: فريد، وأرجح أنه مزيد التاريخ لأنه زاده على تاريخ السلامي في ولاة خراسان، وسيأتي اسمه كذلك في ترجمة ابن خلاد الرامهرمزي.