وجماعة منهم السدريّ وأبو العالية فأقام وتذاكروا شعر الشماخ، وأخذوا في البحث عن معانيه والمساءلة عنه، فجعلت أجيب ولا أتوقف، وابن الأعرابي يسمع، حتى أتينا على معظم شعره، فالتفت إلى أحمد بن سعيد يعجّبه مني.
قال أبو العباس: قلت لابن ماسويه في علة شكوتها إليه: ما تقول في الحمام؟
فقال لي: إن تهيأ لانسان بعد أربعين سنة أن يكون قيّم حمام فليفعل.
قال أبو العباس:«الذي» لا ينسب إليه لأنه لا يتم إلا بصلة، والعرب لا تنسب إلا إلى اسم تامّ، والذي وما بعده حكاية، والحكاية لا ينسب إليها لئلا تتغير. قال أبو العباس: وسئل ابن قادم عنها وأنا غائب بفارس فقال «اللذوي» ، فلما قدمت وسئلت فقلت: لا ينسب إليه وأتيت بهذه العلة فبلغته، فلما اجتمعنا تجاذبنا، ثم رجع إلى قولي.
وقال أبو العباس: كنت أصير إلى الرياشيّ لأسمع عنه، وكان نقي العلم، فقال لي يوما وقد قرىء عليه:
ما تنقم الحرب العوان منّي ... بازل عامين حديث سني
لمثل هذا ولدتني أمّي
كيف تقول بازل أو بازل؟ فقلت: أتقول لي هذا في العربية؟ إنما أقصدك لغير هذا، يروى بازل وبازل وبازل: الرفع على الاستئناف، والخفض على الإتباع، والنصب على الحال، فاستحيا وأمسك.
قال أبو العباس «١» : ودخلت على محمد بن عبد الله بن طاهر فإذا عنده المبرد وجماعة من أسبابه وكتّابه، وكان محمد بن عيسى وصفه له، فلما قعدت قال لي محمد بن عبد الله: ما تقول في قول امرىء القيس:
لها متنتان خظاتا كما ... أكبّ على ساعديه النمر
قال قلت: أما غريب البيت فإنه يقال: لحم خظا بظا إذا كان صلبا مكتنزا