للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وجرى بين الزجاج وبين المعروف بمسينة [١] ، وكان من أهل العلم، شرّ فاتصل ونسجه إبليس وأحكمه حتى خرج إبراهيم بن السريّ إلى حدّ الشتم فكتب إليه مسينة:

أبى الزجاج إلا شتم عرضي ... لينفعه فآثمه وضرّه

وأقسم صادقا ما كان حرّ ... ليطلق لفظة في شتم حره

ولو أني كررت لفرّ مني ... ولكن للمنون عليّ كرّه

فأصبح قد وقاه الله شرّي ... ليوم لا وقاه الله شرّه

فلما اتصل هذا الشعر بالزجاج قصده راجلا حتى اعتذر إليه وسأله الصفح؛ كل هذا من تاريخ الخطيب. أنبأنا زيد بن الحسين الكندي [٢] عن أبي منصور الجواليقي عن المبارك الصيرفي [٣] عن علي بن أحمد بن الدهان عن عبد السلام بن حسين البصري [٤] قال: كتب إلينا أبو الحسن علي بن محمد الشمشاطي [٥] من الموصل قال:

قال أبو إسحاق ابن السري الزجاج رحمه الله [٦] : دخلت على أبي العباس ثعلب رحمه الله في أيام أبي العباس محمد بن يزيد المبرد وقد أملى شيئا من «المقتضب» فسلمت عليه وعنده أبو موسى الحامض وكان يحسدني شديدا ويجاهرني بالعداوة، وكنت ألين له وأحتمله لموضع الشيخوخة، فقال لي أبو العباس: قد حمل إليّ بعض


[١] مسينة: تضطرب صورته في المصادر، وفي حاشية على شرح بانت سعاد: بمسيبة، والحكاية والشعر في تاريخ بغداد ٦: ٩٢ وإنباه الرواة ١: ١٦٣.
[٢] هو أبو اليمن تاج الدين زيد بن الحسن الكندي النحوي الأديب، توفي سنة ٦١٣ بدمشق. (انظر ابن خلكان ٢: ٣٣٩ وإنباه الرواة ٢: ١٠ وذيل الروضتين: ٩٥ وطبقات الجزري ١: ٢٩٧ والخريدة (قسم الشام ١: ١٠٠ والجواهر المضية ١: ٢٤٦ وبغية الوعاة ١: ٥٧٠) . وستأتي ترجمته رقم: ٥٠٤.
[٣] الأرجح أنه المبارك بن عبد الجبار الصيرفي البغدادي المحدث، توفي سنة ٥٠٠ وكان أمينا صحيح الأصول (عبر الذهبي ٣: ٣٥٦) .
[٤] عبد السلام بن الحسين أمين دار الكتب ببغداد أيام المعري، وإليه أرسل المعري قصيدته التائية «هات الحديث عن الزوراء أو هيتا» وكانت وفاته سنة ٤٠٥ (إنباه الرواة ٢: ١٧٥ وتاريخ بغداد ١١: ٥٧ وطبقات الجزري ١: ٣٨٥) وهو من شرط المؤلف ولكن لم ترد له ترجمة.
[٥] توفي سنة ٣٧٧ وسيترجم له ياقوت رقم: ٨١٣.
[٦] نقلها السيوطي (المزهر ١: ٢٠٢- ٢٠٧) برواية أبي حفص الضرير عن أبي الفتح ابن المراغي.

<<  <  ج: ص:  >  >>