للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على أذاهم، فقال: لولا ذاك ما تعذبت، ثم أنشد بعقب هذا:

يعابثن بالقضبان كلّ مفلّج ... به الظّلم لم تفلل لهن غروب

رضابا كطعم الشّهد يجلو متونه ... من الضّرو أو غصن الأراك قضيب

أولائك لولا هنّ ما سقت نضوة ... لحاج ولا استقبلت برد جنوب

وحدث أبو بكر ابن مجاهد قال «١» كنت عند أبي العباس ثعلب فقال لي: يا أبا بكر اشتغل أصحاب القرآن بالقرآن ففازوا، واشتغل أهل الفقه بالفقه ففازوا، واشتغل أصحاب الحديث بالحديث ففازوا، واشتغلت أنا بزيد وعمرو فليت شعري ما يكون حالي في الآخرة؟ فانصرفت من عنده فرأيت تلك الليلة النبيّ صلى الله عليه وسلّم في المنام فقال لي:

أقرىء أبا العباس عني السلام وقل له: إنك صاحب العلم المستطيل؛ قال الروذباري «٢» : أراد أن الكلام به يكمل والخطاب به يجمل، وقال مرة أخرى: أراد أن جميع العلوم مفتقرة إليه.

وأنشد الخطيب «٣» قال أنشد أبو العباس ثعلب:

بلغت من عمري ثمانينا ... وكنت لا آمل خمسينا

والحمد لله وشكرا له ... إذ زاد في عمري ثلاثينا

وأسأل الله بلوغا إلى ... مرضاته آمين آمينا

ونقلت من كتاب محمد بن عبد الملك التاريخي في «أخبار النحويين» قال «٤» :

أبو العباس أحمد بن يحيى بن زيد بن ثعلب الشيباني النحوي فاروق النحويين، والمعاير على اللغويين من الكوفيين والبصريين، أصدقهم لسانا، وأعظمهم شانا، وأبعدهم ذكرا، وأرفعهم قدرا، وأصحّهم علما، وأوسعهم حلما، وأتقنهم حفظا وأوفرهم حظا من الدين والدنيا. حدثني المفضل بن سلمة بن عاصم قال: رأس أبو

<<  <  ج: ص:  >  >>