وأخذ معنى البيت الأخير من قول أبي فراس ابن حمدان في مزدوجته «١» :
ما العمر ما طالت به الدهور ... العمر ما تمّ به السرور
أيام عزّي ونفاذ أمري ... هي التي أحسبها من عمري
لو شئت مما قد قللن جدّا ... عددت أيام السرور عدّا
ولكنّ قول أسامة أبلغ في المعنى وهذا ظاهر.
قال وأنشدني من قديم شعره «٢» :
لم يبق لي في هواكم أرب ... سلوتكم والقلوب تنقلب
أوضحتم لي سبل السلوّ وقد ... كانت لي الطرق عنه تنشعب
إلام دمعي من هجركم سرب ... قان وقلبي من غدركم يجب
إن كان هذا لأن تعبّدني ... الحبّ فقد أعتقتني الريب
أحببتكم فوق ما توهّمه ... الناس وخنتم أضعاف ما حسبوا
وقوله أيضا «٣» :
يا دهر مالك لا يصدّك ... عن مساءتي العتاب
أمرضت من أهوى ويأ ... بى أن أمرّضه الحجاب
لو كنت تنصف كانت ... الأمراض لي وله الثواب
أخذ هذا المعنى من قول الشاعر:
يا ليت علّته لي غير أنّ له ... أجر المريض وأني غير مأجور
قال العماد: وهذا الذي أوردته من شعره نقلته من «تاريخ السمعاني» فلما وردت إلى دمشق واجتمعت به قلت له: هل لك معنى مبتكر في الشيب؟
فأنشدني «٤» :