ما بعد جلّق للمرتاد منزلة ... ولا كسكّانها في الأرض سكّان
فكلّها لمجال الطرف منتزه ... وكلّهم لصروف الدهر أقران «١»
وهم وإن بعدوا عنّي بنسبتهم ... إذا بلوتهم بالودّ اخوان
وقال في أخيه يحيى:
بالشام لي جدث وجدت بفقده ... وجدا يكاد القلب منه يذوب
فيه من البأس المهيب صواعق ... تخشى ومن ماء السماء قليب
فارقت حتى حسن صبري بعده ... وهجرت حتى النوم وهو حبيب
قال الحافظ علي بن الحسن بن هبة الله: وأنشدنا لنفسه:
يذكّرني يحيى الرماح شوارعا ... وبيض المواضي جرّدت للوقائع
وأقسم ما رؤياه في العين بهجة ... بأحسن من أوصافه في المسامع
قال: وأنشد لنفسه:
وسلافة أزرى احمرار شعاعها ... بالورد والوجنات والياقوت
جاءت مع الساقي تنير بكأسها ... فكأنّها اللاهوت في الناسوت
وقال وأنشدنا لنفسه في صديق له يعاتبه:
أدنو بودّي وحظّي منك يبعدني ... هذا لعمرك عين الغبن والغبن
وإن توخّيتني يوما بلائمة ... رجعت باللوم إبقاء على الزمن
وحسن ظنّي موقوف عليك فهل ... غيّرت بالظنّ بي عن رأيك الحسن
ومنهم الأمير شرف الدين «٢» أبو الفضل إسماعيل بن أبي العساكر سلطان بن علي بن منقذ «٣» كان أبوه عمّ مؤيد الدولة أسامة بن مرشد أمير شيزر، وكان شابا فاضلا سكن لما أخذت منهم شيزر بدمشق، ومات بها سنة إحدى وستين وخمسمائة. قال