وكان أول من تكلم على رسوم الخط وقوانينه وجعله أنواعا رجل يعرف بالأحول المحرّر لا أدري هل هو إبراهيم أو غيره، وكان من صنائع البرامكة، وكان يحرّر الكتب النافذة من السلطان الى ملوك الأطراف في الطوامير، وكان في نهاية الحرفة والوسخ، ومع ذلك كان سمحا لا يليق على شيء، فلما رتب الأقلام جعل أول الأقلام الثقال فمنها قلم الطومار، وهو أجلّها يكتب في طومار تامّ بسعفة، وربما كتب بقلم، وكانت تنفذ الكتب إلى الملوك به. ومن الأقلام قلم الثلثين. قلم السجلات. قلم العهود. قلم المؤامرات. قلم الأمانات. قلم الديباج. قلم المدمج «١» . قلم المرصّع. قلم التشاجي. فلما نشأ ذو الرياستين الفضل بن سهل اخترع «٢» قلما وهو أحسن الأقلام، ويعرف بالرئاسي «٣» ، ويتفرع إلى عدة أقلام فمن ذلك قلم الرئاسي الكبير. قلم النصف من الرئاسي. قلم الثلث. قلم صغير النصف. قلم خفيف الثلث. قلم المحقق. قلم المنثور. قلم الوشي. قلم الرقاع. قلم المكاتبات. قلم غبار الحلبة. قلم النرجس. قلم البياض.
فأما إسحاق هذا فإنه كان يعلّم المقتدر وأولاده، وهو أستاذ ابن مقلة، ولأبي عليّ إليه رسالة ذكرتها في أخبار أبي علي؛ ويكنى بأبي الحسين «٤» ، لم ير في زمانه أحسن خطا منه ولا أعرف بالكتابة.
ولإسحاق كتاب القلم. كتاب تحفة الوامق. رسالة في الخطّ والكتابة.
وأخوه أبو الحسن نظيره، ويسلك طريقته. وابنه أبو القاسم إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم. وابنه أبو محمد القاسم بن إسماعيل بن إسحاق. ومن ولده أيضا أبو العباس عبد الله بن إسحاق، وهؤلاء القوم في نهاية حسن الخطّ والمعرفة بالكتابة.