عالما به، ومات في آخر أيام المنصور. قال: وكان إذا تكلم في مجلس صمت الناس.
وقال عبد الله بن جعفر: ذكر ابن الجصاص الكوفيّ الراوية عند أحمد بن سعيد بن سلم، قال: ذكر عند أبي فاختلفوا في ولائه، فقال أبي: حدثني من رآه وقد دخل إلى عيسى بن موسى بعد أن خلع وسلّم العهد إلى المهدي فقال: أيها الأمير، أنت والله كما قال الأحوص «١» :
فمن يك عنّا سائلا بشماتة ... لما مسنّا أو ساكتا غير سائل
فما عجمت منّا العواجم ماجدا ... صبورا على حرّات تلك التلاتل
إذا سرّ لم يبطر وليس لنكبة ... ألمّت به بالخاشع المتضائل
وحدّث المبرد عن عبد الله بن صالح المقرىء: كان ابن الجصاص وجناد بن واصل قاعدين فتذاكرا القبور، فقال ابن الجصاص متمثلا:
فإن كنت لا تدرين ما الموت فانظري ... إلى دير هند كيف خطّت مقابره
فقال جناد:
تري عجبا مما قضى الله فيهم ... رهائن حتف أوجبته مقادره
فردّ عليه أعرابي فقال:
بيوت تدانى أهلها فوق أهلها ... ومستأذن لا يدخل الدهر زائره
وقال ابن الكلبي: ابن الجصاص الراوية مولى لبشر بن عبد الملك بن بشر بن مروان.