للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثقيلة نحو سيّد وميّت، فاستحسن الجواب.

قال المازني «١» : ثم انصرفت إلى البصرة فكان الوالي يجري عليّ المائة دينار في كل شهر حتى مات الواثق فقطعت عني. ثم ذكرت للمتوكل فأشخصني، فلما دخلت إليه رأيت من العدد والسلاح والأتراك ما راعني، والفتح بن خاقان بين يديه، وخشيت أن سئلت عن مسألة ألّا أجيب فيها. فلما مثلت بين يديه وسلمت قلت: يا أمير المؤمنين أقول كما قال الأعرابي «٢» :

لا تقلواها وادلواها دلوا ... إنّ مع اليوم أخاه غدوا

قال أبو عثمان: فلم يفهم عني ما أردت واستبردت فأخرجت (والقلو: أرفع السير، والدلو أدناه) ثم دعاني بعد ذلك فقال: أنشدني أحسن مرثية للعرب «٣» فأنشدته قول أبي ذؤيب:

أمن المنون وريبها تتوجّع

وقصيدة متمم بن نويرة:

لعمري وما دهري بتأبين هالك

وقول كعب الغنوي:

تقول سليمى ما بجسمك شاحبا

وقصيدة محمد بن مناذر:

كل حيّ لاقي الحمام فمودي

فكان كلما أنشدته قصيدة يقول: ليست بشيء، ثم قال: من شاعركم اليوم بالبصرة؟ قلت: عبد الصمد بن المعذل، قال: فأنشدني له، فأنشدته أبياتا قالها في قاضينا ابن رياح «٤» :

<<  <  ج: ص:  >  >>