للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله صلى الله عليه وسلّم: أتذهب؟ فوقفت أنتظر أمره، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالفارسية:

شكرانه گو، فوقفت وقرأت: قل هو الله أحد

(الإخلاص: ١) خمسمائة مرة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلّم: حسن، فرجعت وتركت رسول الله صلى الله عليه وسلّم جالسا مع الحافظ أبي العلاء على ذلك التلّ وينظران إلى الله عز وجل.

وقد مدحه أفاضل عصره بأشعار كثيرة، منهم أبو عبد الله محمد بن عبد الله المغربي وقد خرج الشيخ فحجبت الشمس غمامة فقال لي في ذلك:

ظهرت فأخفت وجهها الشمس هيبة ... وشوقا إلى مرآك أسبلت الدمعا

ولما رأت مسعاك كفّت شوؤنها ... لئلّا ترى حيّا يصدّك عن مسعى

وقد كان ذاك القطر أيضا دلالة ... على أنّ مولى الجمع قد رحم الجمعا

ولا شكّ أن الله يرحم أمة ... حللت بها قطعا أقول بذا قطعا

وقد مدحه أبو عبد الله المغربي هذا بقصائد حسان، وقد أفردها الشيخ الإمام أبو عبد الله محمد بن محمود بن إبراهيم بن الفرج مؤلف هذه المناقب رحمه الله، والأصل يشتمل على ستة أجزاء بخطه كلّها رحمه الله، وقد ذكر فيه بعد ذكر القصائد التي ذكرتها:

سمعت أبا بشر محمد بن محمد بن محمد بن هبة الله بن عبد الله بن سهل رحمه الله يقول: كان أبو عبد الله المغربي بأصفهان في مدرسة النظام وهو يقرأ القرآن، فلما بلغ قوله عز وجلّ: واعبد ربك حتى يأتيك اليقين

(الحجر: ٩٩) قام وصرخ وترك أمتعته وكتبه وأقبل إلى الصحراء هائما، وما رؤي بعد ذلك ولا سمع له خبر ولا أثر.

وأنشد موفق بن أحمد المكي الخطيب في مدحه:

حفظ الامام أبي العلاء الحافظ ... بالرجل ينكت هام حفظ الجاحظ

عمرو بن بحر بحره من جدول ... متشعّب من بحر بحر الحافظ

ما إن رأينا قبل بحرك من [له] ... بحر طفوح كالأتيّ اللافظ «١»

<<  <  ج: ص:  >  >>