غير هذه، فجزاك الله عن مروءتك خيرا، وانصرف الغساني من حيث جاء.
وأقام ابن أسد مدة ورقّت «١» حاله، وجفاه إخوانه وعاداه أعوانه، ولم يقدم أحد على مقاربته ولا مرافدته حتى أضرّ به العيش، فعمل قصيدة مدح بها ابن مروان وتوصّل حتى وصلت إليه فلما وقف ابن مروان عليها غضب وقال: لا يكفيه ان يخلص منا رأسا برأس حتى يريد منا الرفد والمعيشة، لقد أذكرني بنفسه، فاذهبوا به فاصلبوه، فذهبوا به فصلبوه، رحمه الله.
ومن شعر الحسن بن أسد الفارقي رحمه الله:
بنتم فما كحل الكرى ... لي بعد وشك البين عينا
ولقد غدا كلفي بكم ... أذنا عليّ لكم وعينا (رقيب)
فأسلت بعد فراقكم ... من ناظري بالدمع عينا (عين الماء)
فحكت مدامعها الغزار ... من الغيوم الغرّ عينا (عين السحاب)
جادت على أثر شفى ... عينا لهم لم تلق عينا (شخص)
من كلّ واضحة الترا ... ئب سهلة الخدين عينا (واسعة العين)
غراء تحسب وجهها ... للشمس حين تراه عينا
أمسيت في حيّ لها ... عبدا أضام وكنت عينا (سيد)
لا حركت ركب الركائب ... إذ بهنّ سريت عينا (حر من النوق)
غار الحسود من الوصال ... فلا رعاه الله عينا (مصدر)
فذممت حرفا عاينت ... عيناي في أولاه عينا (عين الحرف)
كانت تناصفنا وصافي ... الودّ لا ورقا وعينا (ذهب)
لهفي وقد أبصرت في ... ميزان ذاك الوصل عينا (نقصان)
كم من أخ فينا وعى ... ما لم نكن فيه وعينا (سمعنا)
ومصاحب صنّفت في ... عدوائه للعين عينا (كتاب الخليل)