للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نأكل، وجيئوا بالنساء، ودعونا من فضول ابن المدبر، واخلعوا على إبراهيم بن العباس، فخلع عليه وانصرف الى منزله. قال الحسن: فمكث يومه مغموما، فقلت له: هذا يوم سرور وجذل بما جدّد الله لك من الانتصار على خصمك، فقال يا بنيّ الحقّ أولى بمثلي وأشبه، إني لم أدفع أحمد بحجة ولا كذب في شيء مما ذكر، ولا أنا ممن يعشره في الخراج، كما أنه لا يعشرني في البلاغة، وإنما فلجت برطازة ومخرقة، أفلا أبكي فضلا عن أن أغتمّ من زمان يدفع ذلك كلّه؟

وقال الجهشياري [١] : رأيت دفترا بخط إبراهيم بن العباس الصولي فيه شعر قاله وهو في حبس موسى بن عبد الملك يصف ما هو فيه من ضيق الحبس وثقل الحديد والقيد، ويذكر موسى في شعره، وكان يكنى بأبي الحسن فكناه بأبي عمران، فقال في قصيدة طويلة:

كم ترى يبقى على ذا بدني ... قد بلي من طول همّي وفني

أنا في أسر وأسباب ردى ... وحديد فادح يكلمني

وأبو عمران موسى حنق ... حاقد يطلبني بالإحن

ليس يشفيه سوى سفك دمي ... أو يراني مدرجا في كفني

وقد كتب أحمد بن مدبر بخطه في ظهر هذا الدفتر:

أبا إسحاق إن تكن الليالي ... عطفن عليك بالخطب الجسيم

فلم أر صرف هذا الدهر يجري ... بمكروه على غير الكريم

ولإبراهيم بن العباس من التصانيف فيما ذكره محمد بن إسحاق النديم: كتاب ديوان رسائله. كتاب ديوان شعره. كتاب الدولة كبير. كتاب الطبيخ. كتاب العطر [٢] .

ومات إبراهيم بن العباس الصولي في سنة ثلاث وأربعين ومائتين في شعبان، وهو يتولى ديوان الضياع والنفقات بسامرّا.


[١] انظر نصوص ضائعة: ٧٩.
[٢] ر: القطر.

<<  <  ج: ص:  >  >>