أما لئن صحّ ما جاء البريد به ... ليكثرنّ من الباكين أشياعي
ما زلت أفزع من يأس الى طمع ... حتى ترفّع يأسي فوق أطماعي
فاليوم أنفق كنز العمر أجمعه ... لمّا مضى واحد الدنيا باجماع
قال: ومن هجائه «١» :
قالوا رأينا فراتا ليس يوجعه ... ما يوجع الناس من هجو إذا قذفا
وله من كتاب «سر السرور» «٢» :
معتقة يعلو الحباب متونها ... فتحسبه فيها نثير جمان
رأت من لجين راحة لمديرها ... فطافت له من عسجد ببنان
ومن غير كتابه، له «٣» :
ومن حسنات الدهر عندي ليلة ... من العمر لم تترك لأيامها ذنبا
خلونا بها ننفي القذى عن عيوننا ... بلؤلؤة مملوءة ذهبا سكبا
قال الأبيوردي: هذا أحسن من قول ابن المعتز:
كم من عناق لنا ومن قبل ... مختلسات حذار مرتقب
نقر العصافير وهي خائفة ... من النواطير يانع الرّطب
وله أيضا «٤» :
قد أحكمت «٥» مني التجارب ... كلّ شيء غير جودي
أبدا أقول لئن كسبت ... لأقبضنّ يدي شديد
حتى إذا أثريت عدت ... إلى السماحة من جديد
إنّ المقام بمثل حالي ... لا يتمّ مع القعود
لا بد لي من رحلة ... تدني من الأمل البعيد