ومن شعره أيضا «١» :
يا ابن الذين ترفعوا في مجدهم ... وعلت أخامصهم فروع شمام
أنا عالم ملك بكسر اللام ... فيما أدعيه لا بفتح اللام
أنشدني عفيف الدين أبو عبد الله محمد بن أبي الفضل أحمد بن عبد الوهاب بن الزاكي بن أبي الفوارس السلمي الحراني المعروف بابن الصيرفي الدمشقي قال:
أنشدني فتيان بن علي بن فتيان الأسدي النحوي في ملك النحاة، وكانت قد عضّت يد ملك النحاة سنّور فربطها بمنديل عظيم:
عتبت على قطّ ملك النحاة ... وقلت أتيت بغير الصواب
عضضت يدا خلقت للندى ... وبثّ العلوم وضرب الرقاب
فأعرض عني وقال اتئد ... أليس القطاط أعادي الكلاب
قال: فبلغته الأبيات فغضب منها إلا أنه لم يدر من قائلها، ثم بلغه أنني قلتها فبلغني ذلك، فانقطعت عنه حياء مدة، فكتبت إليه شعرا أعتذر إليه، فكتب إليّ:
يا خليليّ نلتما النعماء ... وتسنّمتما العلا والعلاء
ألمما بالشاغور والمسجد ... المعمور واستمطرا به الأنواء
وامنحا صاحبي الذي كان فيه ... كلّ يوم تحية وثناء
ثم قولا له اعتبرنا الذي فهت ... به مادحا فكان سماء
وقبلنا فيه اعتذارك عمّا ... قاله الجاهلون عنك افتراء
الشاغور: محلة بدمشق بالباب الصغير.
وقال فتيان بن علي بن فتيان الأسدي المعلم الدمشقي: رأيت أبا نزار في النوم بعد موته فقلت له: ما فعل الله بك؟ فقال: أنشدته قصيدة [ما] في الجنة مثلها فتعلق بحفظي منها أبيات وهي:
يا هذه أقصري عن العذل ... فلست في الحلّ ويك من قبلي