ذهب الرجال المقتدى بفعالهم ... والمنكرون لكلّ أمر منكر
وبقيت في خلف يزيّن بعضهم ... بعضا ليستر معور من معور
ما أقرب الأشياء حين يسوقها ... قدر وأبعدها إذا لم تقدر
الجدّ أنهض بالفتى من كدّه ... فانهض بجد في الحوادث أو ذر
وإذا تعسرت الأمور فأرجها ... وعليك بالأمر الذي لم يعسر
ومن شعره أيضا «١» :
خير إخوانك المشارك في المرّ ... وأين الشريك في المرّ أينا
الذي إن شهدت سرّك في القوم ... وإن غبت كان أذنا وعينا
مثل تبر العقيان إن مسّه النا ... ر جلاه الجلاء فازداد زينا
وأخو السوء ان يغب عنك يسبعك ... وان يحتضر يكن ذاك شينا
جيبه غير ناصح ومناه ... أن يعيب الخليل إفكا ومينا
فاصرمنه ولا تلهّف عليه ... إنّ صرما له كنقدك دينا
ومن شعره أيضا:
بذلت لك الصفاء بكلّ جهدي ... وكنت كما هويت فصرت خزّا «٢»
فرحت بمدية فحززت أنفي ... وحبل مودّتي بيديك حزّا
ولم تترك إلى صلح مجازا ... ولا فيه لمطلبه مهزّا
ستمكث نادما في العيش منّي ... وتعلم أن رأيك كان عجزا «٣»
وتذكرني إذا جربت غيري ... وتعلم أنني لك كنت كنزا