للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عزّوا القوافي بالوزير فإنها ... تبكي دما بعد الدموع عليه

مات الذي أمسى الثناء وراءه ... وجميل عفو الله بين يديه

هدم الزمان بموته الحصن الذي ... كنّا نفرّ من الزمان إليه

وتضاءلت همم المكارم والعلا ... وانبتّ حبل المجد من طرفيه

عمري لئن قادته أسباب الردى ... مثل الجواد يقاد في شطنيه

فليعلمنّ بنو بويه أنما ... فجعت به أيام آل بويه

ولأبي محمد المهلبي [١] :

أمثلي يا أخي وقسيم نفسي ... يفارق عهده عند الفراق

ويسلو سلوة من بعد بعد ... وينسبه الشقيق إلى الشقاق

فأقسم بالعناق وتلك أشفى ... وأوفى من يميني بالعتاق

لقد ألصقت بي طلبا قبيحا ... تجافى جانباه عن التصاق

وحدث أبو النجيب شداد بن إبراهيم الجزري الشاعر الملقب بالظاهر قال:

كنت كثير الملازمة للوزير أبي محمد المهلبي، فاتفق أني غسلت ثيابي، وأنفذ إليّ يدعوني، فاعتذرت بعذر فلم يقبله وألحّ في استدعائي، فكتبت إليه:

عبدك تحت الحبل عريان ... كأنه لا كان شيطان

يغسل أثوابا كأن البلى ... فيها خليط وهي أوطان

أرقّ من ديني إن كان لي ... دين كما للناس أديان

كأنها حالي من قبل أن ... يصبح عندي لك إحسان

يقول من يبصرني معرضا ... فيها وللأقوال برهان

هذا الذي قد نسجت فوقه ... عناكب الحيطان إنسان

فأنفذ لي جبة وقميصا وعمامة وسراويل وكيسا فيه خمسمائة درهم وقال: قد أنفذت لك ما تلبسه وتدفعه إلى الخياط ليصلح لك الثياب على ما تريده، فإن كنت


[١] النشوار ٣: ١٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>