للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو علي محمد بن وشاح الكاتب، قال لي أبو الحسن محمد بن عبيد الله ابن سكرة الهاشمي، من ولد المهدي: خرجت إلى الأهواز قاصدا للوزير أبي محمد الحسن بن محمد المهلبي مادحا له فلما وصلت إليه أنشدته:

قفي حيث انتهيت من الصدود ... ولا تتعمدي قتل العميد

فقد وهواك وهو أجلّ حلفي ... حميت نظيرتيك من الهجود

هجرت مقيمة وظعنت غضبي ... فحربت الحديد على الحديد

فراق ظعينة وفراق رأي ... يكرّهما عليّ فراق جود

ثلاث ما اجتمعن على ابن حبّ ... صدود في صدود في صدود

قال: وانصرفت، فلما كان من الغد استدعاني وقال: اسمع وأنشدني لنفسه:

أتاني في قميص اللاذ يمشي ... عدوّ لي يلقّب بالحبيب

وقد عبث الشراب بوجنتيه ... فصير خده كسنا اللهيب

فقلت له فديتك كيف هذا ... بلا واش أتيت ولا رقيب

وما هذا الذي أحدثت بعدي ... لقد أمسيت في زي عجيب

فقال الشمس أهدت لي قميصا ... رقيق الجسم من شقق الغروب

فثوبي والمدام ولون خدي ... قريب من قريب من قريب

- ٣٤٥- الحسن بن محمد بن وكيع التنيسي أبو محمد: أديب فاضل شاعر مجيد عارف بفنون العلم؛ مات في سنة تسعين وثلاثمائة، وكان سمسارا في بلده متأدبا ظريفا، وكان قد صنف «كتاب سرقات المتنبي» وحاف عليه. وعذله بعض أهل


[٣٤٥]- ترجمة ابن وكيع في اليتيمة ١: ٣٧٢ وابن خلكان ٢: ١٠٤ والشذرات ٣: ١٤١ والمقفى ٣: ٤١٠ وقد جمع ديوانه الدكتور حسين نصار (مصر ١٩٥٣) جمعا لا يفي إلا ببعض شعره، ولهلال ناجي استدراك عليه (المورد ٢/١ (١٩٧٣) ١٩٨- ٢٠٥ وطبع كتابه المصنف مرتين: مرة بتحقيق د. محمد رضوان الداية، دمشق ١٩٨٤ ومرة بتحقيق د. محمد يوسف نجم، بغداد ١٩٨٤ (وهذه الترجمة من ر) .

<<  <  ج: ص:  >  >>