للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العَلّات».

فالأعيان: ما ذُكِر، وبنو العَلّات: الإخوة لأبٍ واحدٍ وأمهات شتّى، وأما

الحديث الآخر: «الأنبياء بنو علَّات»

فمعناه أنهم لأمهات مختلِفة ودِينُهم واحدٌ.

و (العَلَّة): الضَّرَّة، وقيل: الرّابّة (١) وكلا التفسيرين صحيح نسبةً، إلا أن الأوّل أصحُّ، وحقيقتُها المَرَّة من العَلَل، وهو الشُرْب الثاني، كأنَّ مَنْ تزوّجها بعد ضَرّتها نَهِل من الأولى، وعَلَّ من الثانية.

وقولهم: «وإن كان البئر مَعينا لا يُنزح» (٢) أي ذاتَ عينٍ جاريةٍ، من قولهم: «عَيْن مَعْيُونةٌ، حكاه الأزهري (٣). وكان القياس أن يُقال: مَعينة؛ لأن البئر مؤنثة، وإنما ذكَّرها حمْلًا على اللفظ أو توهَّم أنه فعيل بمعنى مفعول، أو على تقدير ذات معينٍ، وهو الماء يجري على وجه الأرض وفيه كلام ذكرْتُه في الإيضاح.

و (العِيْنة) السَلَفُ، ويُقال: «باعه بِعينةٍ» أي بنسيئة، من عَيْن الميزان، وهي (٤) مَيْلُه، عن الخليل، لأنها زيادة، وقيل لأنها بَيْع العين بالربح، وقيل: هي شِرَى (٥) ما باع بأقل مما باع.

و (اعْتَانَ): أخذ بالعِيْنة. ومنه قول ابن مُقْبل (٦):


(١) الرابة، امرأة الأب.
(٢) ع، ط: لا تنزح.
(٣) لم يرد في التهذيب «٣/ ٢٠٨» إلا قول الأزهري: «أبو سعيد، عين معيونة، لها مادة من الماء». وما عدا ذلك فهو من كلام المطرزي.
(٤) كتب تحتها في الأصل: وهو.
(٥) ط؛ شراء.
(٦) البيتان في الأساس «عين» منسوبين لابن مقبل، والأول في اللسان «حني» بلا نسبة، وهما في ذيل ديوانه، ص ٣٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>