للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

«روى ذلك كله أبو عُبيدٍ». ويشهد له ما في تهذيب الأزهري (١): «قال اللِّحيانيّ: نَعِمَك اللّهُ عينا، ونَعِم اللّه بك عينا، وأنعم اللّه بك عينا. وعن الفراء: قالوا: نزلوا (٢) منزِلًا يَنْعَمُهم ويُنْعِمهم، أربعُ لغات (٣). وعن الكسائي كذلك».

و (التنعيم): مصدر نعَّمه إذا تَرَّفه. وبه سُمّي (التنعيم):

وهو موضعٌ قريب من مكة عند مسجد عائشة رضي اللّه تعالى عنها.

والتركيب دالّ على اللين والطيب. منه: نَبْتٌ وشعْرٌ (ناعم): أي لَيِّن وعيشٌ ناعمٌ طيّب. وبه سُمّي (ناعمٌ) أحد حصون خَيْبر.

و (النَّعامة) منه، للين ريشها.

ومن ذلك (الأنْعام) للأزواج الثمانية، إمّا للِين خَلْقها، بخلاف الوحش، وإمّا لأن أكثر نِعَمِ العرب منها، وهو اسم مفرد اللفظ وإن كان مجموعَ المعنى، ولذا ذُكِّر ضميرهُ في قوله تعالى: «وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ» (٤). هكذا قال (٥) سيبويه في الكتاب، وقرَّره السيرافيّ في شرحه. وعليه قوله في الصيد: «والذي يَحِلُّ من المستأنِس الأنعامُ وهو الإبل والبقر والغنم، والدجاجُ» ألا ترى كيف قال: «هو» ولم يقل: «هي»، والدجاجُ: رَفْعٌ عطفا على الأنعام لا على ما وقع تفسيرا له، لأنه ليس منه. وعن الكسائي: «أن التذكير على تأويل ما في بطون ما ذكرنا، كقول من قال


(١) تهذيب اللغة ٣/ ١٠ بتصرف.
(٢) ع: ينزلون.
(٣) بعدها في ط: «بفتح العين وضمها وكسرها». وأثبتت في هامش الأصل اللغتان الأخريان أي بفتح الياء وكسر العين، وبفتح الياء وضم العين.
(٤) المؤمنون: ٢١. وفي رواية حفص لقراءة عاصم: «نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِها».
(٥) ع، ط: قاله.

<<  <  ج: ص:  >  >>