للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِذَا ضَاق الجَدُّ افْتَرَى العَمُّ لِلْفَتَى ... مَكَارِمَ لَا تُكْرَى وَإِنْ كَذَبَ الخَالُ (١)

٢ - ومنها التجنيسُ التام، ولقد شاع بين اللغويين في ذكر المشترك أبياتُ الخليل بن أحمد:

يَا وَيْحَ قَلْبِي مِنْ دَوَاعِي الهَوَى ... إِذَا رَحَلَ الجِيرَانُ عِنْدَ الغُرُوبْ

أَتْبَعْتُهُمْ طَرْفِي وَقَدْ أَزْمَعُوا ... ودمعُ عينيّ كَفَيْضِ الغُرُوبْ (٢)

بَانُوا وَفِيهِمْ طِفْلَةٌ حُرَّةٌ ... تَفَتَرُّ عَنْ مِثْلِ أَقَاحِي الغُرُوبْ (٣)


(١) أراد بالجد الخال، وبالعم جماعةَ الناس، وبالخال المخيلة والظن. وقوله تكرى، أي: تنقص. - المصنف. المعري، أبو العلاء: سقط الزند، شرح أحمد شمس الدين (بيروت: دار الكتب العلمية، ١٤٢٨/ ٢٠٠٧)، ص ٢٤٩. والبيت هو الأخير من القصيدة التاسعة والخمسين من الطويل، وقد جاء بلفظ "إذا صدق" بدل "إذا ضاق".
(٢) جمع غَرْب، وهو الدلو. - المصنف.
(٣) جمع غريب، وهو الوهادُ. - المصنف. قال أبو الطيب اللغوي في ترجمة الخليل بن أحمد: "وأحدث الخليل أنواعًا من الشعر ليست من أوزان العرب"، ثم قال: "ومن بدائعه ما أخبرنا به محمد بن يحيى قال: أنشدني عمر بن عبد الله أبو حفص العَثْكَلي، قال: أنشدني أبو الفضل جعفر بن سليمان بن محمد بن موسى النَّوفلي عن الحِرماني: للخليل أبياتٌ ثلاثة على قافية واحدة يستوي لفظُها، ويختلف معناها. وإنما أراد بهذا أن يُبين أن تكرارَ اللفظ في القوافي ليس بضائر، إذا لم يكن لمعنى واحد، وأنه ليس بإيطاء [والإيطاء هو اتفاق قافيتين أو أكثر بمعنى واحد في قصيدة واحدة] ". ثم قال بعد أن ذكر الأبيات: "فالغروب الأول: غروب الشمس. والغروب الثاني: جمع غريب، وهو الدلو العظيمة المملوءة. والغروب الثالث: جمع غريب، وهي الوهاد المنخفضة". أبو الطيب اللغوي، عبد الواحد بن علي: مراتب النحويين، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم (صيدا/ بيروت: المكتبة العصرية، ط ١، ١٤٢٣/ ٢٠٠٢)، ص ٤٨ - ٤٩. وقد أورد السيوطي هذا الكلام بحرفه، والراجح أن المصنف اعتمد في نقله عليه. المزهر، ج ١، ص ٢٩٧ - ٢٩٨. قلتُ: الحرماني هو أبو علي الحسن بن علي، أعرابي بدوي، راوية، قدم البصرة ونزل بها، منسوبٌ إلى حِرمان بن مالك بن عمرو بن تميم.

<<  <  ج: ص:  >  >>