عليها، وكان وقّافًا عند كتاب الله. وللمرأة حقُّ مطالبة الزوج بحسن المعاشرة وطلب عقوبته على ضدّ ذلك، ويُحكم لها بالطلاق في أحوال معينة، قال تعالى:{لَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ}[البقرة: ٢٢٨].
وأما حريةُ العمل المرتبط بعمل الغير، فأصلُه أنه لا يُضَرُّ بأحدٍ لينتفع غيرُه، ولكنه لا يعمل عملًا فيه اعتداء على حق الغير؛ كاحترام الكليات التشريعية. وذلك بالتحقيق من قبيل رعي الحريات المختلفة؛ لأن مرجعَ أحكام المعاملات إلى حفظ مجموع الحريات. وكذلك قد تُراعَى أعمالٌ تجب على المرء لغيره لإقامة المصالح كما تقدم، أو لبث الخير بين الأمة كالإرفاق والمواساة.
[حرية العبيد]
سلّط الإسلامُ حقيقةَ الحرية على حقيقة العبودية قصدًا لعلاجها وإصلاح مزاجها. إنّ الرق شيءٌ قديم في المجتمع البشري من قبل التاريخ، وهو أثر تسلط القوي على الضعيف، فكان الرقيقُ معدودين كالحيوان يذيقهم سادتُهم النكالَ فلا يرثي لهم أحد، ولا ينتصف لهم قانون. وقد عذب العرب في الجاهلية بعض الرقيق؛ فعذبت قريش أمَة اتهموها بسرقة وِشاح جويريةٍ، ثم تبين أن الحدأة اختطفته ثم ألقته بمكانٍ، فكان ذلك سببَ إسلام هذه الأَمَةِ وهجرتها إلى المدينة، وكانت تقول:
(١) وتفصيل القصة كما حكتها عائشة رضي الله عنها "أن وليدةً كانت سوداء لِحَيٍّ من العرب فأعتقوها، فكانت معهم. قالت: فخرجت صبيةٌ لهم عليها وِشاحٌ أحمر من سيور، قال: فوضعته أو وقع منها، فمرت به حُديَّاةٌ وهو ملقًى فحسبته لَحمًا فخطفته. قالت: فالتمسوه فلم يجدوه، قالت: فاتهمونِي به، قالت: فطفقوا يفَتِّشون حتى قُبُلَها. قالت: والله! إنِّي لقائمةٌ معهم إذ مرت الحُديَّاةُ فألقته، قالت: فوقع بينهم. قالت: فقلت: هذا الذي اتهمتمونِي به زعمتم وأنا منه بريئةٌ وهو ذا هو، قالت: فجاءت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسلمت، قالت: فكانت لها خِباءٌ في المسجد أو حِفش، قالت: فكانت تأتيني فتَحَدَّث عندي، قالت: فلا تجلس عندي مجلسًا إلا قالت: =