للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خطوات أخرى، على تفاوت أهل الأفهام في العلم باللغة والنكت الأدبية، فذلك طوعُ الناظر إذا تدبر خفاياه، أو راجع خباياه.

[النسخ التي أجريت المقابلة بها]

لم تتفق نسخ هذا الكتاب، فلا تجد نسختين منه غير متخالفتين في مواضع كثيرة، مما ينبئ أن مؤلفه أخرج منه نسخًا متفاوتة المقادير، وأن المنتسخين له كانوا يحذفون منه ما يرون أخهم في غير حاجة إليه على اختلاف رغباتهم. وقد أحضرنا منه خمس نسخ:

الأولى: نسخة بخط مغربي من المغرب الأقصى، نسخها عبد الوهاب بن محمد بن عبد الرحمن الحوفي القصري دارًا ومنشأ. قال: "كتبها لأخيه في الله الفقيه الأجل العلامة الأكمل المبجل الأفضل الكاتب الأرفع الماجد الأنفع الأبر أبي العباس الشيخ الحاج أحمد اليعقوبي الحسني ضحى يوم الأربعاء الرابع والعشرين من شوال عام ثلاثة ومائة وألف (١١٠٣ هـ) ".

وبطرة آخرها: "الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بلغت المقابلةُ حسب الاستطاعة إلا مواضع لم تكن (. . .) (١) بالأصل الذي قوبلت منه هذه النسخة، وكتب أبو عبيد الله أحمد بن محمد بن أبي يعقوب الحسيني المغراوي - كان الله له - منتصف رجب الفرد الحرام عام. . . وقفها أحمد باشا على طلبة العلم، وجعلها في خزائن جامع الزيتونة بتونس في ذي القعدة سنة ١٢٥٧ هـ.

وهي نسخةٌ مشكولة غالب الحروف، وتغلب عليها الصحة. فهي أمثلُ النسخ التي بين أيدينا، إلا أن فيها حذفًا لإحدى التراجم ولعدة قصائد ومقاطيع من غير نقص في أوراقها. وعددها ٤٦٣٥ بخزانة كتب جامع الزيتونة، وقد نقلت أخيرًا إلى دار الكتب الوطنية بتونس وجُعلت بعدد ٥٥٥٨.


(١) بياض بالأصل لعل مفاده لفظة "واضحة" أو ما يفيد معناها. - المصنف

<<  <  ج: ص:  >  >>