وكان يحب النعل التي لا شعر فيها، وربما لبس النعال التي لها شعر. ولبس الخفين في الحضر والسفر، وكان يجعل في الخنصر من يده اليمنى خاتمًا من فضة وفصه حجر حبشي مكتوب فيه "محمد رسول الله" ثلاثة أسطر ابتداء من السطر الأسفل. ولم يتخذه زينة، ولكن ليختم به كتبه التي يرسلها إلى الملوك وغيرهم في مُهِمِّ الأمور.
وكان يحب التطيبَ بالمسك والعطر، ويُكثر دهن شعر رأسه.
[أزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبناؤه]
تزوج رسول الله اثنتي عشر امرأة على التداول لا على الجمع، ولم يجتمع في عصمته أكثرُ من تسع نسوة، وتلك خصوصية نبوية. فتزوج خديجة كما تقدم، وبعد وفاتها تزوج سودة بنت زمعة من بني عامر من قريش، ثم عائشة بنت أبي بكر الصديق، عقد عليها ولم يبن بها إلا بعد نحو خمس سنين، ثم حفصة بنت عمر بن الخطاب، ثم زينب بنت خزيمة الهلالية المكناة أم المساكين، ثم أم سلمة واسمها هند بنت أبي أمية المخزومية، ثم زينب بنت جحش من بني أسد من خزيمة، ثم جويرية بنت الحارث من بني المصطلق من خزاعة، ثم أم حبيبة بنت أبي سفيان واسمها رملة، ثم صفية بنت حيي من بني النضير وهو من يهود الحجاز، ثم ميمونة بنت الحارث الهلالية وكان اسمها برة فسماها ميمونة. وعقد على أسماء بنت النعمان بن الجون الكندية وزفت إليه فرأى منها جفاء فطلقها ساعة زفافها، فلم تُعَدَّ في أمهات المؤمنين.
وكانت مارية القبطية سرية له أهداها إليه المقوقس صاحب مصر، وكان منها إبراهيم ابن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكانت أم ولد له رضي الله عنهما.
وأول مولود ولد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - القاسم وبه كني، ولد قبل بعثته بقليل وعاش سنتين، ثم ولدت زينب، ثم رقية، ثم فاطمة، ثم أم كلثوم، ثم عبد الله ويلقب بالطيب وبالطاهر وتوفِّيَ صغيرًا، وهؤلاء كلهمِ من زوجه خديجة رضي الله عنها وعنهم. وولد له إبراهيم من سريته مارية، وتوفِّيَ وعمرُه سنة ونصف. ولم تترك واحد من بناته عقبًا إلا فاطمة رضي الله عنها.