(٢) هو بطرس جبرائيل يوسف عواد المعروف بالأب أنستاس الكرملي، ولد في بغداد في شهر ربيع الأول ١٢٨٣/ أغسطس ١٨٦٦ لأب لبناني وأم بغدادية، فأبوه جبرائيل من بحر صاف من قرى لبنان قدم إلى بغداد في نحو سنة ١٢٦٧/ ١٨٥٠ وأقام بها، وتزوج من فتاة من بغداد تسمى مريم مرغريته، وأنجب منها خمسة بنين وأربع بنات، وكان ابنه بطرس الذي عرف بعد ذلك بأنستاس الكرملي الرابع بين أولاده. تلقى الكرملي تعليمه الابتدائي في مدرسة الآباء الكرمليين. وبعد أن أتم دراسته بها انتقل إلى مدرسة الاتفاق الكاثوليكي، وتخرج فيها سنة ١٣٠٠/ ١٨٨٢ وبدأ حياته معلمًا للعربية في مدرسته الأولى، وهو في السادسة عشرة من عمره، وأخذ ينشر وهو في هذا العمر الغض مقالات لغوية في العديد من الصحف المعروفة في ذلك الوقت مثل "الجوائب" و"البشير" و"الضياء". وحين بلغ العشرين غادر بغداد سنة ١٣٠٤/ ١٨٨٦ إلى بيروت، وعمل مدرسًا بكلية الآباء اليسوعيين. وفي الوقت نفسه أكمل دراسته في تعلم العربية واللاتينية واليونانية، وأتقن الفرنسية، وتوفر على دراسة آدابها. شغف الأب أنستاس باللغة العربية شغفًا كبيرًا، فانكب عليها قراءة ودراسة وتذوقًا وتحقيقًا، وحرص على خدمتها ونصرتها بكل ما يملك، ودفعه حبه لها أن يلمّ باللغات السامية الأخرى ويقف عليها كالسريانية والعبرانية والحبشية، فضلًا عن دراسته للغات الفارسية والتركية وإتقانه للإنجليزية والفرنسية والاطلاع على آدابهما. وقد حظي الكرملي بتقدير كثير من الهيئات والمجامع العلمية واللغوية، فانتخب عضوًا في مجمع المشرقيات الألماني سنة ١٣٢٩/ ١٩١١ والمجمع العلمي العربي في دمشق سنة ١٣٣٩/ ١٩٢٠، واختير ضمن أول عشرين عالِمًا ولغويًّا من مصر وأوروبا والعالم العربي لعضوية مجمع اللغة العربية بالقاهرة عند تأسيسه سنة ١٣٥١/ ١٩٣٢. ترك الكرملي عددًا ضخمًا من الكتب لا يزال معظمه مخطوطًا. من أهم كتبه المطبوعة "أغلاط اللغويين الأقدمين" (بغداد ١٩٣٢ م، و"نشوء اللغة العربية ونموها واكتهالها" (القاهرة ١٩٣٨ م)، و"النقود العربية وعلم النميات" (القاهرة ١٩٣٩ م) =.