للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وود: اسم صنم. وما في قصيدته الميمة من وصف سيره للحج من قوله يصف إجفال راحلته من صوت بائعة الأدم:

كَادَتْ تُسَاقِطُنِي رَحْلِي وَمِيَثرَتِي ... بِذِي المَجَازِ وَلَمْ تُحْسِسْ بِهِ نَعَمَا

مِنْ صَوْتِ حُرْمِيَّةٍ قَالَتْ وَقَدْ ظَعَنُوا ... هَلْ فِي مُخِفِّيكُمْ مَنْ يِشْتَرِي أَدَمَا

قُلْتُ لَهَا وَهيَ تَسْعَى تَحْتَ لَبَّتِهَا ... لَا تَحْطِمَنَّكِ أَنَّ الْبَيْعَ قَدْ زَرِمَا (١)

زرم: حرم؛ لأن البيع عند أهل الجاهلية ممنوع في حالة الإحرام بالحج، ولم يكن الحج من دين النصرانية.

[من لقب بالنابغة من الشعراء بعد النابغة الذبياني]

لُقب بالنابغة بعد النابغة الذبياني شاعران: أحدُهما النابغةُ الجعدي، وثانيهما نابغةُ بني شيبان، وتلقيبُهما بهذا اللقب من قبيل التشبيه بالنابغة الذبياني.

أما أولُهما - وهو النابغة الجعدي - فهو حسان بن قيس بن عبد الله من بني جعدة (بفتح الجيم وسكون العين وفتح الدال المهملة) من هوازن، وكنيتُه أبو ليلى، شاعرٌ مخضرم، قال الشعرَ في الجاهلية ثم أَجْبَل، أي صعب عليه الشعر، يقال: أجبل الشاعر إذا صعب عليه القول. قيل: بقي كذلك ثلاثين سنة، ثم نبغ في الشعر. قيل: كان أسنَّ من نابغة ذبيان. قيل: عمر مائة وثمانين سنة، [و] قيل مائة وعشرين. وأسلم، وأنشد النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، وكان مِمَّنْ حرَّم على نفسه الخمرَ في الجاهلية. وأدرك مدةَ ابن الزبير بمكة. قال ابن قتيبة: "مات بأصبهان وعمره مائة وعشرون سنة". (٢)

وثانيهما نابغةُ بني شيبان، وهو عبد الله بن المُخارِق بن سُلَيْم الشيباني من بني بكر وائل، وهو من شعراء الدولة الأموية. كان منقطعًا إلى عبد الملك بن مروان،


(١) الأبيات الخمسة من قصيدة مطلعها "بانت سعاد وأمسى حبلها انْجذما". ديوان النابغة الذبياني، ص ٢١٦ - ٢١٧ و ٢١٩. وفيه "حَيَّاكِ ربي" بدل "حَيَّاكِ وُدٌّ".
(٢) ابن قتيبة: الشعر والشعراء، ص ١٦٤ (وفيه: "وهو ابن مائة وعشرين سنة").

<<  <  ج: ص:  >  >>