(٢) لهذه القولة قصة حكاها ابن عبد الحكم، قال: "حدَّثَنا أبو عبدة، عن ثابت البناني وحميد، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -، قال: أتى رجل من أهل مصر إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، فقال: يا أمير المؤمنين عائذ بك من الظلم، قال: عذتَ بمعاذ، قال: سابقتُ ابنَ عمرو بن العاص فسبقته، فجعل يضربنى بالسوط ويقول: أنا ابن الأكرمين. فكتب عمر إلى عمرو يأمره بالقدوم عليه، ويَقْدم بابنه معه، فقدم، فقال عمر: أين المصري؟ خذ السوط فاضرب، فجعل يضربه بالسوط، ويقول عمر: اضرب ابن الألْيَمَيْن، قال أنس: فضرب، فوالله لقد ضربه ونحن نحب ضربه، فما أقلع عنه حتى تمنينا أنه يرفع عنه. ثم قال عمر للمصرى: ضع على صلعة عمرو، فقال: يا أمير المؤمنين إنما ابنه الذي ضربنى، وقد اشتفيتُ منه، فقال عمر لعمرو: مُذْ كم تعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتُهم أحرارًا؟ قال: يا أمير المؤمنين لم أعلم ولم يأتنى". ابن عبد الحكم: أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم بن أعين القرشي المصري: فتوح مصر والمغرب، تحقيق عبد المنعم عامر وتشارلز تورِّي (القاهرة: الهيئة العامة لقصور الثقافة، ١٩٩٩)، ج ١، ص ٢٢٥ - ٢٢٦. ومن الراجح أن من رواها من أهل الحديث إنما اعتمد على هذه الرواية.