إلى الأستاذ النحرير، وإمام النقد والتحرير، وأحد رجال الإسلام المشاهير، سيدي محمد النخلي المدرس الأعلى بالجامع الأعظم، حفظه الله تعالى وأيده. سلام وتحية وإجلال، وتحية زكية كتلك الخلال.
وصلني كتابُك سيدي، فبشرني بقرب لقياك، وصادفني في أيام أشغال، فحال دون أن أجاوبكم عنه باستعجال. ولولا علمي بأن جنابكم ينتظر جوابي من آن إلى آخر، لكنت تريثت حتى ألاقيكم فأشرح الحال إليكم. أما وقد أمرتم بالبدار في أول فرصة، فها أنا ذا أُعلم جنابكم أن الذي بلغني هو كلام من صديقنا الشيخ عبد العزيز المسعودي خلاصته أنه سمع بالوزارة أن ناسًا انتقدوا عليكم إقراء هذا الكتاب (١) الذي هو ضلال (في زعمهم)، وأنهم سيرفعون في ذلك كتابًا إلى الوزارة. فأزعجني هذا الخبر لعلمي أن الذرات في هذه البلاد تنقلب جبالًا وترجع على غير عماد. وأنا إن كنت أوقن أن ذلك لن يضركم أبدًا، لكني لم أشته حدوث ما يشوشكم. والآن اللغط خبا، ولم أسمع بعد ذلك النبا، والله يفرق الكائدين أيدي سبا.