للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قولهم: "كان مما يفعل كذا" (١)

[[تقديم]]

لقد صدق ابن فارس إذ قال: "ما بلغنا أن أحدًا ممن مضى ادعى حفظَ اللغة كلها" (٢). وقال: "إن كثيرًا من الكلام ذهب بذهاب أهله" (٣). وبنى على قوله ذلك أن زعم أن الفقرة الأخيرة الواقعة في كتاب العين، وهي: "هذا آخرُ كلام العرب"، لا يُظن أنها من كلام الخليل؛ فإن الخليل أجلُّ من أن يقول هذه الكلمة (٤).

وقال الإمام الشافعي في كتاب الرسالة في أصول الفقه: "لسان العرب أوسع الألسنة مذهبًا، وأكثرها ألفاظًا، ولا نعلمه يحيط بجميع علمه إنسانٌ غير نبي، ولكنه لا يذهب منه شيء على عامتها، حتى لا يكون موجودًا فيها مَنْ يعرفه" (٥). ثم قال:


(١) مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة، ج ٩، ١٩٥٧ (ص ١١٦ - ١٢١). قال محرر في الحاشية: "عرض هذا البحث في الجلسة الحادية عشرة من جلسات مؤتمر المجمع في دورته الثامنة عشرة. وأحيل إلى لجنة الأصول فقررت اعتبار هذا التركيب اصطلاحًا لغويًّا يقصد منه الكثرة، وقد يقال على القلة أحيانًا. ووافق مجلس المجمع على ذلك في جلسة ٢٦ مايو سنة ١٩٥٢". ونشر هذا البحث في محاضر جلسات الدورة ١٨ للمجمع (ص ٥٠٥ - ٥١٠) وعليه تعقيبات (ص ٥١١ - ٥١٣).
(٢) ابن فارس: الصاحبي في فقه العربية، ص ٢٤.
(٣) وقد ترجم ابن فارس بابًا بعنوان: "باب القول على أن لغة العرب لم تنته إلينا بكليتها، وأن الذي جاءنا عن العرب قليلٌ من كثير، وأن كثيرًا من الكلام ذهب بذهاب أهله". المصدر نفسه، ص ٣٦.
(٤) قال ابن فارس: "فأما الكتاب المنسوب إلى الخليل وما في خاتمته من قوله: هذا آخر كلام العرب، فقد كان الخليل أورعَ وأتقى لله جل ثناؤه من أن يقول ذلك". المصدر نفسه، ص ٢٤.
(٥) الشافعي، الإمام محمد بن إدريس: الأم، تحقيق رفعت فوزي عبد المطلب (المنصورة/ مصر: دار الوفاء، ط ٢، ١٤٢٥/ ٢٠٠٤)، ج ١: الرسالة، ص ١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>