منهم من تسهيل سبيل هذا المهم بما يبذلون في إعانتنا من سامي الهمم لما أبدوه من التفاف حول المشيخة، ومعونة على مقرراتها ومصارحتهم بما يتوسمون منه صلاحًا للعلم وذويه، ولقيامهم بالمهام العلمية التي تُسند إليهم بفرط رغبة وعمل بعزيمة. وقد ظهرت آثارُ المرامي الصائبة والعزائم المتينة في جميع أركان الجهاز التعليمي واضحةً للمبصرين، وستكون بالغةً أسماعَ الواعين، فأشكرهم على ما قاموا به من بث العلوم، فكدوا أذهانهم، وضايقوا أوقاتهم ليجنوا لأبنائهم جَنًى شافيًا، ويسيغوهم من مستنبطات أفهامهم نميرًا صافيًا.
وأخص بالشكر والثناء جنابَ السادة العلماء رؤساء لجان الامتحان، والسادة المشائخ أعضاءها، على ما أتوه من الحزم والأعمال في مدة قد اندرج معظمُها هذا العام في زمن الراحة الصيفية.
فإليكم أيها الأساتذة الكرام أوجه دعوتي للازدياد من التكاتف للنهوض بما يحق لهذا المعهد المقدس الذي فيه ربت عقولنا، وقويت سواعدُ أعمالنا، وانفتحت لنا منه حقائقُ الأشياء. فلنزدد من الانتطاق لخدمته، وصرف الهمة لإيصال أبنائكم الروحيين إلى المستوى الذي ترضونه، فتعملوا في ذلك عملَ من طب لمن حب.
[النتيجة بعد اطراد العناية]
وقد كانت نتيجةُ الامتحانات وما أسفرت عنه من النجاح والتفوق مع ما جرت عليه من الضبط والتدقيق خيرَ دليلٍ على اطراد عناية الشيوخ بالدرس، وإقبال الطلبة على التحصيل. فلقد شارك في امتحان شهادة العالمية في القسم الشرعي ستة وثلاثون، فاز منهم بشهادة العالمية ثمانية وعشرون، منهم واحد بملاحظة أحسن، وأحد عشر بملاحظة حسن. وشارك في امتحان العالمية في القسم الأدبي واحد وثلاثون، فاز منهم واحد وعشرون بالشهادة، منهم ثلاثة عشر بملاحظة حسن. وقسم القراءات كانت نسبةُ النجاح فيه تامة؛ إذ شارك في امتحان العالمية فيه أربعة، نال أربعتهم الشهادة، وكان ثلاثة منهم بملاحظة حسن.